أهالي سيناء يكشفون لـ''مصراوي'' أسرار ''صفقة'' تسليم الجنود المختطفين

[محمد زنادة]

أهالي سيناء يكشفون لـ''مصراوي'' أسرار ''صفقة'' تسليم الجنود المختطفين

وجه رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي التحية لأهالي سيناء على جهودهم في الإفراج عن الجنود المصريين السبعة المختطفين، واصفا مساهمتهم بالفعالة، وأوضح عدد من بدو سيناء وشيوخ القبائل هناك طبيعة دورهم، وحقيقة المفاوضات التي ساهموا فيها من أجل الإفراج عن المختطفين.

''دور فعال'' لأهالي سيناء

في البداية يقول الشيخ جازي أبو فراج، من بدو سيناء، إنه تم الإفراج عن الجنود بإطلاق صراحهم في الصحراء من شمال شرق العريش تحديدا من منطقة الحفن، في الساعة الثانية والنصف ليلا، حتى التقى الجنود بأحد البدو فعرفوه بأنفسهم، وطالبوه بمياه حتى يرووا عطشهم بعد قطعهم لمسافة مشيا في الصحراء، ثم أوصلهم حتي أقرب كمين.

و يؤكد الشيخ سلامه إبراهيم، من قبيلة الترابين بسيناء، أن ما حدث من تحرير للجنود اثبت صدق توقعاته، مضيفا أن المؤشرات كانت تدل على انتهاء العملية بنجاح، خصوصا بعد محاصرة الجيش للخاطفين، وعزمهم على تحرير المخطوفين باي شكل، فلم يكن أمام الخاطفين حل سوى الإفراج عن الجنود.

سعيد مناع، من بدو سيناء، اعتبر أن تحرير الجنود اليوم هو العيد الحقيقي لسيناء، واصفا دور أهالي سيناء بالفعال، وأن تعاونهم مع المخابرات المصرية، أجبر الخاطفين على الإفراج عن الجنود، ''بدل ما يطحنوا''.

ويؤكد على هذا الدور الدكتور حسام الرفاعي، نقيب صيادلة شمال سيناء، مشيرا إلى أن بعض مشايخ وعواقل سيناء قاموا بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية مما أدى لإنهاء الأزمة سلميا، وهو أهم ما في الموضوع، أن يخرج الجنود بدون نقطة دم واحده.

لكنه شدد على أهمية محاسبة الخاطفين، ومعرفة من هم ولماذا قاموا بذلك، حتى لا تتكرر هذه الحادثة مرة أخرى، مؤكدا أن العملية لم تنتهي بالإفراج عن الجنود، واصفا الإفراج بأنه ''خطوة أولى''.

وأوضح لـ''مصراوي'' أنه لو لم يقبض على الخاطفين فسيكون هناك أزمة كبيرة، فهم لم يحرروا من البرازيل بل من وطنهم.

سر الصفقة

وعن حقيقة وجود صفقة للإفراج عن الجنود أكد الشيخ سلامه إبراهيم لـ''مصراوي''، أنه لم تتحقق أي مطالب للخاطفين، مشددا على أن القبائل لن تتوسط للإفراج عن حمادة أبو شيته قائلا ''لا نريد خروجه، كان يموت الجنود ولا يخرج''.

ويوضح أن ما حدث أن قائد الجيش الثاني أبلغنا أنه سيبعث برسالة للرئيس مفادها أن أى مظلوم سيتم النظر في مظلمته بشرط تسليم السلاح.

لكن جازي أبو فراج لديه وجه نظر مختلفة، فقال أن هناك مقابل وأن صفقة تمت بالفعل لكن بنودها سرية، لأن الطرفين قرروا التكتم على الأمر، موضحا أن أول بند في هذه الاتفاقية كان إطلاق سراح الجنود.

وأضاف أن الاتفاقية تمت لأن الطرفين لم يريدوا خسائر؛ فالجيش لم يرد خسائر في الأرواح، والجهادين وجدوا جدية من قبل الأجهزة الأمنية.

ليوضح مناع أن قبائل سيناء لا توافق على تنفيذ أي مطلب للخاطفين، فالقانون فوق الجميع، والحق يأتي بالطرق الشرعية وليس عن طريق الإرهاب.

وأضاف أن ''الخاطفين ارتكبوا أخطاء لا تغتفر، فمثلا أبو شيته متورط في قتل جنودنا في رمضان.. وكان هناك مبرر للبعض قبل الثورة نتيجة تعامل الأجهزة الأمنية معهم، فلا مبرر في الوقت الحالي، وما فعلوه هو خيانة للوطن''.

الدكتور حسام الرفاعي، هو أيضا يؤكد احتمالية وجود صفقة، وقال إن ما نمى لمسامعهم أن الخاطفين طالبوا بعدم تواجد الجيش في سيناء، لكنه يرى أنه إذا كانت المطالب عادلة ومشروعة فيجب النظر إليها، مضيفا أنه مع إعادة محاكمة شيته وأعوانه لأنهم في المعتقل منذ 2004.

فعلية وليست مهزلة

يوضح الشيخ سلامه إبراهيم لـ''مصراوي''، الفرق بين هذه العملية عن سابقيها، بأنها كانت عملية فعلية وليست مهزلة كالسابق، مضيفا أن الجيش تحرك سريعا ولم يترك للخاطفين فرصة للهرب، بالإضافة إلى أنه بعد ساعة واحدة من الاختطاف كانت كل الأنفاق مغلقة، كما قام أهالي سيناء بإغلاق الطرق حتي وصول الجيش.

واعتبر ''مناع'' أن العملية كللت بالنجاح بسبب الوجود المكثف المشرف للقوات المسلحة، مشيرا ان ما سهل من العملية هي معرفة الخاطفين بالأسماء مما أمكن الأجهزة من التواصل مع ذويهم والمقربين منهم.

وأضاف أن الخاطفين خشوا من تحذير أهالي سيناء شديد اللهجة، بأنه لو تعرض مواطن سيناوي لخطر، فسيحملوهم هم المسؤولية.

المصدر: