مشعل يدعو أوباما لحوار مباشر مفتوح

[اسامه فؤاد]

كتبت جريدة الدستور :
أعرب خالد مشعل- رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»- عن تقديره للغة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الجديدة تجاه الحركة، معتبرا أنها خطوة أولي «نحو الحوار المباشر معها بلا شروط»، وطالب أوباما في نفس الوقت بسحب المبعوث الأمريكي الجنرال «كيث دايتون» من الضفة الغربية؛ «لأنه عقبة كبيرة في طريق المصالحة الفلسطينية» وقال مشعل في خطاب ألقاه مساء أمس الأول من العاصمة السورية دمشق: «إن التعامل مع حماس وبقية فصائل المقاومة يجب أن يكون علي أساس احترام إرادة الشعب

وثوابته لا بفرض الشروط، وإن حماس وجميع الفصائل ترحب بحوار أمريكي بدون شروط»، مشيرا إلي أنه قد «مورست شروط علي غيرنا ولم تجدِ نفعًا ولم تحل مشكلة»، وضرب مثالا علي ذلك قائلا: (فُرض الاعتراف بـ«إسرائيل» علي المفاوض الفلسطيني قبل ذلك، ثم فُرض الآن عليه الاعتراف بيهودية هذا الكيان). وعن خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي عرض فيه اقتراح حكومته بشأن إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، قال مشعل: إنه «مرفوض جملة وتفصيلا»، معتبرا أنه «يلغي جميع الحقوق الفلسطينية»، وقال: «إن نتنياهو حاول الانسجام مع ما جاء في خطاب أوباما من خلال التلاعب بالألفاظ». كما شدد زعيم حماس علي رفض الحركة لما يسمي «يهودية إسرائيل»، محذرا من أي تساهل فلسطيني أو عربي مع هذا الطرح، قائلا: إنه «يعني إلغاء حق ستة ملايين لاجئ فلسطيني في العودة إلي ديارهم، كما يعني تهجير أهلنا في مناطق 1948»، وهم المعروفون بـ«عرب إسرائيل»، أو «عرب 48».

وهاجم مشعل حكومة سلام فياض والسلطة الفلسطينية بسبب حملات الاعتقالات في صفوف أعضاء حماس بالضفة الغربية، قائلا: «ما يجري في الضفة الغربية خطة عمل ممنهجة تستهدف المقاومة، وحكومة سلام فياض تنسق أمنيا مع سلطة الاحتلال برعاية الجنرال الأمريكي دايتون»، داعيا الرئيس الأمريكي إلي «سحب الجنرال دايتون وإرجاعه إلي بلاده؛ انسجامًا مع روح خطاب أوباما وسياسته الجديدة».

وأضاف: «ما يحدث في الضفة الغربية يجري بناءً علي مراسيم صدرت في رام الله لاعتقال الكوادر من حماس، وضرب المقاومة وسحق مؤسساتها». ونبَّه علي أن ممارسات « ميليشيا عباس» في الضفة الغربية تهدد الحقوق الفلسطينية والمقاومة؛« فقد نالت هذه الممارسات من قيادات حماس والجهاد وبقية الفصائل الأخري وكثيرًا من وجهاء شعبنا وعلمائه وطلبته ورجال أعماله، وأدت إلي وفاة الكثير منهم ونقل آخرين إلي المستشفيات نتيجة التعذيب الشديد». وشدد مشعل علي ضرورة إنهاء الانقسام «كضرورة وطنية لتوحيد الصف الفلسطيني، وتمتين الجبهة الداخلية في وجه الاحتلال»، لافتًا إلي قرار حركة حماس في كل مؤسساتها وهو «العمل علي سرعة إنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام»، ورحب بكل جهد عربي وإسلامي لإنهائه. واختار مشعل أن يلقي خطابه في الذكري الثالثة لأسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، بل في نفس توقيت تنظيم مظاهرة في تل أبيب تطالب بالإفراج عنه، ووضح من خطاب مشعل أنه يرفض الانكسار أو الاستسلام بعد عامين من حصار غزة وشن حرب عليها، كما أنه يرفض الضغوط المصرية ومغازلة الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما

خطاب مشعل حضره كل أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس وحضره من غزة د. محمود الزهار، ود. خليل الحية، وأسامة حمدان من لبنان. ووفقا للتليفزيون الإسرائيلي فإن الخطاب بدا وكأنه تدشين لخالد مشعل كضلع ثالث في المعادلة بجوار أوباما ونتنياهو.