العودة   الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي > الأقسام العامة > القسم الاخباري
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 09-03-2011, 01:13 PM
محمد زنادة محمد زنادة غير متواجد حالياً
مشرف عام
 

Post لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون تركيا !

لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون تركيا !







عندما اشتد الاستعمار الإنجليزي على مصر، وزادت التحديات حتى سعى بعض الضعفاء لاتخاذ التقاليد الإفرنجية شعارا وغطاءً لهم، ذكّر الزعيم الوطني

المصري مصطفى كامل المصريين بوطنيتهم الحقيقية التي هي سلاحهم، وقال مقولته الشهيرة: "لو لم أكن مصريا لودِدْتُ أن أكون مصريًّا" .
وأمام الغزو الأمريكي للعراق وخضوع الحكومات العربية لرغبات واشنطن بلا قيد أو شرط، ذكّرنا بعض الغيورين ممن أغضبهم هوان حكام الأمة (الذين عصفت بهم الثورات العربية ) بما فعله الكوريون الشماليون الذين اعترضوا علي هذا الغزو في حين شارك فيه بعض العرب .. وسخر البعض من حال الأمة العربية الضعيف حينئذ – علي فيس بوك - فقالوا: "لو لم أكن كوريا لودِدْتُ أن أكون كوريا"!!
وعندما لم تنطق دولة عربية بأي اعتراض علي العدوان والغزو الصهيوني للبنان عام 2006 ثم لقطاع غزة نهاية 2008 ، والذي قيل أن النظام السابق لعب دورا في ترتيبه مع رئيسة الوزراء الصهيوني (ليفني) في ذلك الوقت وهي في القاهرة ، وقام الرئيس الفنزويلى هوجو شافيز بسحب السفير الفنزويلى من إسرائيل احتجاجاً على هذا العدوان ، رفع بعض الفيسبوكيين الساخرين أيضا شعار (لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون فنزويليا" !
الأن .. للمرة الثالثة ربما سيرفع البعض نفس الشعار بعد الموقف التركي الشجاع الحاسم ضد الصهاينة والانتصار لشهدائهم الذين قتلهم الصهاينة في السفينة مرمرة ويقول : "لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون تركيا" ! .
فالموقف التركي الشجاع كان عنوانه – كما قال وزير الخارجية التركي – (حان الوقت لأن تدفع إسرائيل "ثمن فاتورة" محاسبتها علي عدوانها على الهجوم البحري على السفينة مرمرة ) ، في حين لا يزال الموقف المصري – حتي بعد الثورة – رافضا لطرد السفير الصهيوني أو حتي استدعاء السفير المصري للتشاور !.
فتركيا لم تقم فقط بطرد السفير الإسرائيلي وخفض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل إلى سكرتير ثان ، وإنما قامت بتجميد العلاقات العسكرية والتجارية .. وهذا القرار لم يكن ردا تركيا مفاجئا ولا عشوائيا، ولكنه جاء مدروسا وتأخر أكثر من 16 شهرا عمدا للضغط علي تل أبيب لتقديم (اعتذار رسمي ) لا (مجرد الأسف) كما فعلوا مع الحالة المصرية .. والأتراك سعوا في هذه الشهور للاعتماد علي الذات فيما يخص العلاقات العسكرية بين البلدين قبل تجميدها ، حيت تحركت تركيا بخطط مدروسة في هذه الفترة للاعتماد علي صناعاتها العسكرية الخاصة في إنتاج ما تحصل عليه من إسرائيل بموجب هذه الاتفاقيات .
ولا شك أن هذا الموقف التركي سبب حرجا كبيرا لمصر لأننا لم ننتصر حتي الان لشهدائنا في سيناء ولم نسحب سفيرنا أو نطرد السفير الصهيوني ، ولم نجمد أي اتفاقيات تجارية أو غيرها مع إسرائيل كما فعل الاتراك.. ولكن المؤكد مع هذا أن الموقف التركي سيكون محركا قويا للموقف المصري والعربي وحافزا لقرارات مصرية وعربية مستقبلا، ولكن الأهم هو أن ندرس التجربة التركية النموذجية في التعامل مع الصهاينة والأمريكان لنحذو حذوها فلا يقال أن مصر ليست تركيا وأنها ليست قوية اقتصاديا لتغضب أمريكا وتتعرض لقطع المعونة عنها !؟.
بل أن أحد أسباب رفض إسرائيل الاعتذار لتركيا أو مصر – كما يقول المحلل العسكري بن يشاري في صحيفة يديعوت احرونوت – هو الخشية من ظهور إسرائيل ضعيفة أمام مصر وتركيا في ظل تأكل قوة الردع الصهيونية ، والخشية من مسارعة مصر بعد الهجوم الذي وقع في إيلات إلى تقليد تركيا ومطالبة إسرائيل بالاعتذار لمقتل جنودها بنيران إسرائيلية في سيناء" .
وهنا يثور سؤال حول طبيعة العلاقة بين اسرائيل من جهة وكلا من تركيا ومصر علي حدة ، وهل تسمح طبيعة توازنات القوي بين تل ابيب والقاهرة أن تفعل مصر ما فعلته تركيا م لا ؟!
والحقيقة أنه برغم الحديث عن شرعية ثورية وقدرة مصر علي تلقين إسرائيل درسا بسحب سفيرها أو طرد سفيرهم ، والحديث المضاد عن عدم قدرة مصر عن فعل ما فعلته تركيا بسبب تماس الحدود مع إسرائيل بخلاف الحالة التركية وبسبب الضغوط الأمريكية وعدم استقرار الأوضاع بعد عقب ثورة 25 يناير .. فالذي أثبتته التجربة التركية في التعامل مع إسرائيل هو السعي التركي أولا للأخذ بأسباب القوة والاعتماد علي الذات قبل اتخاذ مثل هذه القرارات المصيرية .
فالأتراك بالرغم من قوتهم الاقتصادية مقارنة بحالة مصر عقب الثورة ، سعوا قبل صفع إسرائيل وإعادة الاعتبار والكرامة للمواطن التركي والشهداء الذي سقطوا برصاص الصهاينة في البحر المتوسط لتعويض ما يحصلون عليه من إسرائيل عسكريا عبر إنتاجه ذاتيا حتي أنهم أنتجوا طائرة بدون طيار احدث مما كانوا يحصلون عليها من اسرائيل ، وبارجة تركية الصنع ، وطائرة هليكوبتر وأصبحوا يرودون قطع غيار لوكالة ناسا الأمريكية خلال الـ 16 شهرا الماضية منذ العدوان الصهيوني علي سفينتهم في البحر المتوسط !
ولهذا من المهم ان تستفيد التجربة المصرية قبل اي قرارات عقابية ضد إسرائيل بطرد السفير وتجميد اتفاقيات تجارية وطلب تعديل كامب ديفيد فورا ، من التجربة التركية في : الاستقرار أولا والقدرة علي الاعتماد علي الذات ثانيا .
فقد فتحت القرارات التركية شهية المصريين لاتخاذ قرارات مماثلة بعدما سببت حرجا كبيرا للقاهرة التي لم تنتصر بعد لشهدائها وتواجه غضب الثوار المستمر أمام السفارة الصهيونية بالقاهرة ولكن يبقي الدرس التركي الأهم لنا هو الاعتماد علي الذات أولا كي نمتلك قرارنا الحر لاحقا .
فلن تنصفنا تقارير الامم المتحدة ولا أمريكا أو الغرب عموما بعدما ثبت أنهم مجرد ادوات في يد السياسة الاسرائيلية .. فتقرير الأمم المتحدة بشان العدوان علي أسطول الحرية المتجه لكسر حصار غزة جاء مخيباً للآمال ومنحازاً بالكامل لوجهة النظر الإسرائيلية، ، تماما كما هو الحال بالنسبة لتقرير (ريتشارد غولدستون) حول العدوان الصهيوني على قطاع غزة أواخر 2008 .. فكلاهما كشف مدى تدهور مصداقية المنظمة الدولية والشكوك في حياديتها عندما يتعلق الأمر بإسرائيل ، وضرورة الاعتماد علي الذات والأخذ بأسباب القوة أولا كي يحترم الآخرون قراراتنا ويعملون حسابا لنا .
ومن هنا أهمية إدراك ضرورة الاستقرار والانتقال لمرحلة بناء دولة الثورة والتركيز علي القضايا الكبري لا الخلافات الفرعية .. فالهدف الأمريكي والصهيوني هو استمرار خلافات قوي الثورة والأحزاب فلا نتفرغ لبناء مصر والاعتماد علي الذات ، ولنتذكر ما قاله الرئيس السابق مبارك للرئيس السوداني البشير من أن أمريكا لا تريد لمصر أن تعتمد علي نفسها وتنتج قمحها وتكتفي منه ذاتيا لأنها بذلك ستخسر الطوق الذي تكبل به رقبة مصر !
فحينها فقط وعندما نأخذ بأسباب القوة سيقول كل مصري :"لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا " .





المصدر:
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
bيثفmcnv55


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع