النكبة الفلسطينية مأساة أرض..وعودة شعب

[محمد زنادة]

النكبة الفلسطينية مأساة أرض..وعودة شعب

تقرير : هبة كريزم

ذكرى إحياء النكبة الفلسطينية التي مازلنا نحتفل بها إلى هذه الأيام ، وسنظل نحتفل بها مادام هناك وجع يؤلمنا من هذه الذكرى ، سنحتفل إلى أن تحل قضية المهجرين من منازلهم وعودتهم لديارهم ، فقد اختتمت دائرة شئون اللاجئين ووزارة الثقافة بالتعاون مع اللجنة العليا لإحياء الذكرى اثنان وستون للنكبة فعالياتها تحت شعار" مات الكبار وكبر الصغار لكنهم لم ينسوا الأرض التي ارتوت عرقاً ودماً .. فلقد أسقط الصغار كما الكبار أماني قادة الكيان الاسرائيلى وجسدوا بإصرارهم أنه لا عودة إلا بالعودة، والتي استمرت خمسة عشر يوما بمركز رشاد الشوا الثقافي بغزة .

الحفل الختامي الذي حضره وزير الثقافة ورئيس اللجنة العليا لإحياء ذكرى النكبة الدكتور المهندس أسامة العيسوي والمهندس زياد الظاظا ممثل رئيس الوزراء إسماعيل هنية ، والأستاذ حسام العبادى مدير دائرة شئون اللاجئين إلى جانب حشد كبير من الشخصيات الرسمية والشعبية جدد خلاله المشاركون على تمسكهم بحق العودة إلى الديار التي هجروا منها غصبا عام ثمانية وأربعون .

الوحدة الفلسطينية راسخة

من جانبه أكد العيسوي على أن المشاركة في مثل هذه الفعاليات تعتبر بمثابة عهد ووعد مع الله للشعب الفلسطيني بعدم التفريط بأي جزء من فلسطين وإن طال الزمن, مشدداً على ضرورة استرجاع كافة الحقوق الفلسطينية التي كفلتها المواثيق الدولية وعدم القبول بأي مساومة مع العدو الاسرائيلى في أي جزء من الأرض الفلسطينية .

وأكد العيسوي أن إحياء هذه الذكرى لا يقتصر على فعاليات مماثلة وإنما يجب إبقاء الذكرى راسخة في كل مناسبة ومحفل ومستمرة على مدار العام.

واستغل العيسوي المناسبة لتوجيه رسالة إلى العالم مفادها أن أبناء فلسطين يد واحدة وعلى قلب رجل واحد لمواصلة المسير لتحرير فلسطين.

العودة حق لا ينسى

ومن جهته استرجع المهندس زياد الظاظا ذكريات قال أنها لا يمكن أن تنسى يوضح فيها حقيقة الكيان الاسرائيلى الذي استولى على حق غير مشروع من خلال ممارسة عمليات إجرام طالت الأطفال والنساء والشيوخ.

كما أوضح الظاظا أن التسامح والتجاوز بحق من وقفوا إلى جانب العدو من خلال التنسيق الأمني لم يكن ذلك إلا من أجل تجميع جهود الشعب لتشكل قوة ضاربة نحو التحرير ورفع الظلم عنه.

ختامها مسك

وتخلل الحفل الختامي أوبريت فني بعنوان " عائد " شمله أناشيد وطنية وعرض مسرحي تناول فصول النكبة ومعانات اللاجئين الفلسطينيين في الخيام.

وفى نهاية الحفل قامت اللجنة العليا بتكريم كل من شارك في فعاليات إحياء ذكرى النكبة الثانية والستون ،من الفنانين والمؤسسات الحكومية والإعلامية ودائرة شئون اللاجئين .

ومن الجدير ذكره أن هناك العديد من الفعاليات التى أقيمت خلال اليومين السابقين لحفل الاختتام ، والذي احتوى على العديد من الفعاليات على المستوى الرسمي والشعبي والفني .

العودة حق مقدس

في اليوم الثاني للفعاليات خلال افتتاح مؤتمر شهود على النكبة والذي جمع العديد من الشخصيات السياسية و الشعبية ، التي جلبت للتحدث عن تجربة النكبة المريرة التى مروا بها ، كشهود على الظلم والطغيان الاسرائيلى والدولي الواقع على الفلسطينيين .

و خلال كلمة له أكد د. أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أن حق العودة حق مقدس فردي وجماعي واصفا من يتنازل عنه بأنه مرتد عن الصف الوطني الفلسطيني كما جاء في قانون حق العودة الذي أقره المجلس التشريعي الفلسطيني..

وشدد على رفض شعبنا للتوطين وقال " لا بديل عن حق العودة إلا بالعودة"، وأكد أن حق العودة لا يمكن أن يكون إلا بالجهاد المقدس ووحدة الصف الفلسطيني، كما أعلن رفضه للقرار العسكري الصهيوني رقم 1560 القاضي بترحيل الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى قطاع غزة والأردن ودول عربية أخرى .

كما طالب بحر بوقف المفاوضات المباشرة والغير مباشرة التي تجريها السلطة مع إسرائيل ملفتا أن تلك المفاوضات تعطي شبكة أمان للاحتلال للاستمرار في بناء المستوطنات وتوسيعها في القدس المحتلة.

وطالب النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي فصائل المقاومة الفلسطينية وقوى شعبنا بالعمل الجاد من أجل إطلاق سراح الأسرى، مناشدا الفصائل الآسرة للجندي الاسرائيلى شاليط بالتمسك بمطالبها العادلة للإفراج عن أسرنا، والعمل من أجل خطف مزيد من جنود الاحتلال لمبادلتهم بأسرانا.

ولفت د. بحر أن المصالحة الوطنية الفلسطينية مطلب استراتيجي لشعبنا وضرورة دينية ووطنية على قاعدة الثوابت الوطنية والمحافظة على مشروع المقاومة وليس على قاعدة شروط الرباعية والفيتو الأمريكي.

هذا واستعرض د. بحر خلال كلمته لأسباب النكبة منذ مؤتمر بازل بسويسرا مرورا بوعد بلفور مرورا بتأسيس الكيان الاسرائيلى الغير شرعي على أرضنا وبلادنا، ملفتا أن العرب خاضوا أربعة حروب مع الاحتلال لم تنجز شيئا للقضية الفلسطينية، موضحا أن قضينا في تراجع بعد عقد اتفاقيات كامب ديفيد وأوسلو ومدريد.

حيث أكد الحاضرون أن أرض فلسطين هي أرض وقف لإسلامي وهي إرث شرعي لأجيال المسلمين ولا يجوز التفريط بها أو بجزء منها, وأن شعبنا في الداخل والخارج قد أجمع على حق العودة وأن هذا الحق حق شخصي وجماعي لا يسقط بالتنازل.

اليوم الدراسي الأول

أما في اليوم الأول للفعاليات كان يوم دراسي نظمته اللجنة الوطنية العليا لإحياء الذكرى 62 للنكبة، بالتعاون مع رابطة الأدباء والفنانين الفلسطينيين ، بعنوان: "النكبة مأساة أرض ..وعودة شعب"، بحضور وزير الثقافة في الحكومة الدكتور أسامة العيسوي، وممثل عن رئيس الوزراء الدكتور يوسف رزقه، ورئيس رابطة الكتاب والأدباء الفلسطينيين الدكتور عطا الله أبو السبح، والقيادي في حركة حماس الدكتور محمود الزهار ولفيف من النواب والجمهور الحاشد .


حيث دعا الحاضرون الدول العربية إلى الوقوف عند مسئولياتها اتجاه قضية اللاجئين الفلسطينيين ورفض أي مخططات تسعى لتوطينهم, مطالبين أيضا العرب جميعا إلى فهم دواعي الصراع مع كيان الاحتلال معتبرين إياها الطريق الوحيد للعودة إلى فلسطين.

كما دعت ورقة التوصيات إلى التمسك بالعقيدة الإسلامية وإقامة مؤتمرات مشابهة لتذكير الأجيال الفلسطينية بمأساة الشعب الفلسطيني، كما ودعيا إلى تغيير اسم يوم النكبة إلى وعد الدعوة.

هذا وأكدت الكلمات التي ألقيت في بداية اليوم الدراسي والتي كان أبرزها كلمة وزير الثقافة د.أسامة العيسوي وكلمة رئيس رابطة الكتاب والأدباء د.عطا الله أبو السبح، أكدت جميعها على ضرورة التمسك بحق العودة وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني على أرضه وتقديم كافة أشكال الدعم.

وحول محاور الجلسة الأولى التي ترأسها د.محمد الهندي تحدث أ.د محمد اسحق الريفي عن محطات على طريق نكبة فلسطيني مستعرضاُ فيها بعض مراحل التاريخ التي أدت إلى حدوث النكبة الفلسطينية.

أما المحلل السياسي طلال عوكل فقد عنون محوره تحت اسم "حق القوة إلى زوال وقوة الحق إلى المآل"، بينما لخص د. زكريا السنوار محوره بالحديث عن ميزان القوى في حرب 48 والتي أدت إلى هزيمة الجيوش العربية وسقوط فلسطين.

بدوره عرض المحلل السياسي عدنان أبو عامر الأساليب والوسائل التي يتبعها الكيان الصهيوني في تهجير وترحيل الشعب الفلسطيني، وانتهى إلى أن هذه الأساليب موجود في عمق الفكر الصهيوني.

من جهته تكلم د. خالد الخالدي عن دور الإسلاميين في تحرير فلسطين ومكانة فلسطين في الإسلام، والدور الملقى على الأمة الإسلامية في إنهاء احتلال فلسطين، أما د. صالح الرقب فقد فند خلال ورقة عمله التي قدمها أي حق ديني أو تاريخي لليهود في فلسطين.

وشهدت الجلسة الثانية التي ترأسها د. حسام علوان طرح العديد من أوراق العمل حيث تحدث د. عبد الفتاح أبو زايدة عن الهم الفلسطيني في الرواية واستعرض رواية بكاء العزيزة، بينما تحدث الكاتب والمحلل السياسي د.فايز أبو شمالة عن الأسباب التي تؤدي إلى استمرار النكبة الفلسطيني في محور بعنوان "للنكبة الفلسطينية أسباب لّما تزل".

كما عرض د.محمد كلاب خلال طرح ورقة عمله صورة اللاجئ في شعر المقاومة الفلسطينية عارضاً بعض الأمثلة من الشعر الفلسطيني, أما د.كمال أبو ندا فقد عنون محوره بعنوان "كي لانندثر" مستعرضاً بعض الوسائل لحفظ التاريخ الفلسطيني.

د.يوسف إبراهيم وخلال ورقة عمله تحت عنوان"النكبة ويهودية الدولة" تحدث عن الأهداف من وراء مطالبة الاحتلال للمفاوض الفلسطيني بالاعتراف بيهودية دولة الكيان وخطورة هذه المطالب المستمرة.

واستعرض د. محمد سلمي بعد صور النكبة في بعض القصائد الفلسطينية وخاصة قصيدة لوحة للشاعر محمود درويش.

وشهد اليوم الدراسي العديد من المناقشات والمداخلات من قبل الحضور.

وتم خلال اليوم الدراسي تقديم أوبريت فني قدمتها زهرات وبلابل مركز بلدنا يتمثل الأوبريت حول حكاية الجد للأحفاد عن المدن الفلسطينية وكيف الاحتلال الإسرائيلي هجرهم من أوطانهم.

معرض فني متميز

وتم افتتاح المعرض الفني الذي حمل عنوان "لا عودة إلا بالعودة" والذي اشتمل على مفاتيح العودة والقبة الصخرة ومجسمات للمدن الفلسطينية إضافة على خارطة فلسطين والمطرزات التراثية ، و العديد من الأعمال الفنية والفنون التشكيلية التي تجسد مأساة الشعب الفلسطيني وتؤكد صموده على أرضه وتمسكه بحق العودة، والذي بذلت دائرة شئون اللاجئين الجهد الثمين بتجميع المادة التراثية المتنوعة ، من اجل جعله معرض تراثي متميز للتعبير عن النكبة ، حيث تم الاتفاق مع المؤسسات المحلية والفانيين والمصورين الصحفيين من اجل إظهار الصورة الحقيقة للنكبة والتعبير عنها بالخصوصية الفنية الجميلة الذي ظهر فيه ، فالكل الزائرين للمعرض التراثي لم يخفى إعجابه وانبهاره به .

أخبار العالم