الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
سعدت كثيرًا بالاحتفالية التى أقامتها الشركة المتحدة ونقابة المهن التمثيلية للاحتفاء بمرور ٦٠ عامًا على إنتاج أول مسلسل درامى مصرى، وكان من سعادتى أن أعمل مساعد مخرج لكبار مخرجى الدراما، أمثال يحيى العلمى ومحمد فاضل وإبراهيم الشقنقيرى، بخلاف أن والدى ممدوح الليثى أول مَن أنشأ وأسس قطاعًا للإنتاج الدرامى فى اتحاد الإذاعة والتلفزيون، والذى أنتج أهم المسلسلات والسهرات والفوازير لكبار الكُتاب والفنانين، بل قدم العشرات من الوجوه الجديدة الذين أصبحوا اليوم نجوم الصف الأول فى السينما والتلفزيون، وأذكر أننى فى يوم من أيام رمضان فى عام 2010 كنا نجلس بعد الإفطار سويًّا وسألته كيف استطعت أن تحقق هذا النجاح الكبير فى إنتاج هذه الأعمال المتميزة لسنوات طويلة فى رمضان فى التلفزيون المصرى؟!. وكان الحوار أشبه بحوار صحفى أكثر منه حوارًا عائليًّا لأن والدى فى تلك اللحظات نسى أنه الأب، وبدأ يتحدث معى كأنه المسؤول، فقال لى: «يا عمرو أنا بشتغل باستراتيجية محددة الإنتاج، أولًا: أراعى فى هذه الاستراتيجية تنوع الأذواق لدى الجمهور المصرى.
ثانيًا: الأهداف التى يجب أن أحققها من إنتاج هذه الأعمال»، فقاطعته قائلًا: أهداف!!، أى أهداف تتحدث عنها؟، فقال لى: «أى عمل درامى يتم إنتاجه يجب أن يكون له هدف وتكون له قيمة، وعلى سبيل المثال يا عمرو، عندما قمت بإنتاج ليالى الحلمية كان الهدف من إنتاجه هو التأريخ لتاريخ مصر المعاصر فى مسلسل يحمل الخلفية السياسية وبين طياته قضايا اجتماعية لفترة من أهم فترات مصر منذ عهد الملك فاروق حتى عهد الرئيس مبارك. وعندما أنتجتُ مسلسل رأفت الهجان طُلب منى من المخابرات العامة المصرية إنتاج مسلسل يشحذ الهمم ويقوى الانتماء لدى الشباب، وبدأ الأستاذ صالح مرسى فى البحث فى ملفات المخابرات العامة حتى وجدنا شخصية رفعت الجمال، التى أُنتجت باسم رأفت الهجان، وكان له هذا الهدف، ويأتى فى المرحلة الثانية اختيار العناصر الإنتاجية المتميزة، وعندما أنتجت مسلسل عمر بن عبدالعزيز كنت مؤمنًا أنه لا بديل عن وجود مسلسل قيمى دينى، لذلك قمت باختيار الكاتب الكبير عبدالسلام أمين لكتابة هذا المسلسل والفنان نور الشريف، الذى كان رافضًا أداء الدور فى البداية، لكنى ضغطت عليه وأقنعته، والآن نور يعتبر هذا المسلسل من أهم الأعمال التى قدمها فى حياته، وعندما قدمت مسلسل المال والبنون كان هناك هدف قيم هو فكرة كيف نعالج قضايا المجتمع وكيف أن القيم المادية طغت على القيم الإنسانية، ومن خلال هذا المنطلق قمت بشراء هذا المسلسل، وكان مملوكًا لجهة إنتاجية أخرى، واتفقت مع الكاتب الكبير محمد جلال عبدالقوى ليقوم بتحويله إلى مسلسل درامى فى جزءين، وعندما قمت بإنتاج مسلسل بوابة الحلوانى كان الهدف منه إبراز تاريخ مصر كاملًا فى فترة من أهم الفترات التاريخية فى تاريخ مصر، ولذلك كان اختيارى للكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن ليقوم بكتابة هذا المسلسل لأنه يُجيد كتابة هذه النوعية، وأساس نجاح أى عمل فنى هو الورق». وللحديث بقية