الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
إن المؤمن السوى له الظاهر والباطن، الظاهر مشارك ومنغمس فى أحداث الحياة، والباطن متعلق ومشاهد من الله سبحانه وتعالى، الإنسان المؤمن السوى لديه اتزان ما بين أخذه بالأسباب ومشاركته فى كل خطوة فى حياته وبلده لنقل الأحداث للصالح والأنفع وقلبه تارك هذه الأسباب واقف على باب ربنا يقول له يا مغيث أغثنا.. لا ينفصل وهو متزن ما بين مشاركته بالأحداث وبين قلبه الذى يدله على وجود مدبر للأحداث.. فلا تنغمس حياتك فى الأحداث وتترك التدبير الإلهى، فالمؤمن السوى لا ينفصل عن الغيب.. قال النبى صلى الله عليه وسلم: «إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون ولكن فى التحريش بينهم» فيقول العلماء الشيطان أضعف مخلوق إذا كنت مع الله، ولكنه أقوى مخلوق عليك إذا انفرد بك بعيداً عن الله، سبحانه وتعالى، فالشيطان ينفرد بالإنسان حين تنفك الجماعة، والمقصود بالجماعة هو الاتفاق.. المغيث هو المنقذ عباده إذا لجأوا إليه فى الشدائد، والعبد السوى هو المفروض لديه يقيناً أن قدرة ربنا تفوق أى قدرة، لديه تخوفات من أشياء لا يعرفها فكلما اشتد الخوف عليه اشتد لجوؤه إلى الله.. قال تعالى «ونوحاً إذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم» استخدم الله تعالى كلمة نادى، لأن النداء يدل على شدة الفقر والاحتياج فنجاه الله.. فنحن نحتاج المغيث ليهدينا، والهداية ثلاثة أنواع: هداية إرشاد، وهداية إعانة، وهداية التجمع على الحق والخير.. قال أهل العلم: الله نور فى ذاته ينور لغيره وقالوا فى تعريف النور إن النور هو كل شىء يتدبدب به الظلام.. فسيدنا محمد صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم عندما كانت تحدث أزمة كان يقول: «اللَّهُمَّ أنت عضُدِى ونَصِيرى، بِك أَحاول، وبِك أصولُ» وأحد نصوص الاستخارة «اللهم إنى أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك».. فنحن نريد فى الفترة القادمة الاستغاثة بالله.. قال تعالى «أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ».