الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
كان النبى، صلى الله عليه وسلم، يحاول فى كل لحظة أن يدخل البهجة فى نفوس من حوله، فمثلاً الصحابى الجليل سلمان الفارسى، الذى من شدة حب النبى له، قال فيه: سلمان منا آل البيت رضى الله عنه وعن الصحابة أجمعين.. وكان مجوسياً من بلاد فارس وله مكانة كبيرة عند قومه، ولكنه ترك المال والجاه والعزوة ليبحث عن الدين الحق وظل عشرين عاماً ينتقل من بلد لبلد وعمل خادماً من شخص لشخص حتى وصل للمدينة المنورة، وكان من آخر الأشخاص الذين التقى بهم أحد القساوسة فقال له: دلنى أذهب لمن؟ فقال له: هذا زمان مبعث نبى آخر الزمان فاذهب إليه، فإنه سيهاجر من مكة إلى المدينة. وأعد سلمان طعاماً وذهب به إلى النبى؛ لأن أحد القساوسة الذين قابلهم قال له: إن هناك ثلاث علامات تتأكد بها أن هذا نبى آخر الزمان. أول علامة أنه لا يقبل الصدقة، والثانية أنه من الممكن أن يقبل الهدية، والثالثة أن خاتم النبوة بين كتفيه، فجهز الطعام وذهب للنبى، وقال له: هذا الطعام صدقة أعددته لك ولأصحابك، فامتنع النبى عن الأكل، وقال لأصحابه: كلوا؛ فهذا صدقة. وذهب للنبى فى اليوم الثانى وأعد له طعاماً، وقال له: أعددت هذا الطعام هدية لك ولأصحابك؛ فأكل النبى وأطعم أصحابه، وعندما سمع بأن النبى ذاهب لجنازة عند بقيع الغرقد ذهب هناك، وبدأ ينظر إلى خاتم النبوة بين كتفيه حتى لاحظ النبى أنه يريد أن يرى شيئاً فأزاح رداءه للوراء، فلما رأى خاتم النبوة احتضن النبى، وبدأ يبكى لأنه كان يبحث عن الحق عشرين عاماً، فسأله النبى: من أنت؟ فقال له: أنا سلمان الفارسى. وحكى له قصته وأنه تأكد من أنه نبى هذا الزمان فطلب منه النبى أن يكاتب الرجل اليهودى حتى يصبح حراً، وبالفعل طلب سلمان من الرجل اليهودى ذلك؛ فوافق الرجل على أن يكاتبه بثلاثمائة شتلة وأربعمائة أوقية ذهب؛ فذهب سلمان للرسول، وقال له إنه لا يملك من ذلك شيئاً، فطلب النبى من الصحابة أن يساعدوه، وبالفعل تعاونوا حتى أحضروا له الثلاثمائة شتلة وطلب منه النبى ألا يزرعها هو وزرعها له بيديه الشريفتين، وعلى الرغم من مسؤوليات النبى فإنه فرغ نفسه لزراعة تلك الشتلات، وضرب لنا رسولنا الكريم المثل فى مدى روعة بذل الخير ومساعدة الناس، فجىء للنبى بقطعة ذهب من إحدى المغازى فأعطاها النبى لسلمان ليؤدى بها ما عليه. فقال أين تقع هذه مما علىّ؟.. فقال له النبى: خذها سيؤدى بها الله ما عليك، وبالفعل عندما وضعها سلمان بالميزان رجحت بأربعمائة أوقية ذهب، فأصبح سلمان الفارسى حراً بفضل الله تعالى وبمساعدة النبى الكريم والصحابة له.