الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
العمل قيمة عظيمة من قيم الإسلام، وواجب على كل إنسان، لقوله- تعالى-: «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون…»، فالعمل عبادة، ويجب أن يكون بدقة وبتخطيط وبكل الإمكانيات المتاحة لدينا، فالإسلام حثنا على العمل وإتقانه، فقد قال رسول الله- صلى الله عليه، وسلم-: «إنّ اللَّه- تعالى- يحب إِذَا عمل أحدكم عملا أن يتقنه»، وكما هو معلوم أن درجة وطنية الناس وانتمائهم لأوطانهم لا تقاس بمقياس غير أعمالهم تجاه أوطانهم وتأمينهم أوطانهم، فالمجتمع الإسلامى كله أمة واحدة، مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى.
والمولى- عز، وجل- إذا غضب على قوم رزقهم الجدل، ومنعهم العمل، ونحن رزقنا الجدل، وانتهينا عن العمل، وهذا أمر يجب علينا الخروج منه.. ويجب أن نقف، ونتأمل فيما وصلنا له، ونلتقط أنفاسنا، ونرى اللوحة من بعيد لندرك ماذا نحن صانعون حتى نستطيع أن ننهض بوطننا، ونرفع شأن مصر والأمة الإسلامية، كل فرد فى موقعه.. فلا يوجد منا من هو أكثر وطنية من الآخر، فكلنا مصريون، وكلنا شركاء فى هذا الوطن، فبدلاً من أن نقدم لمصر كلاماً يجب أن نقدم عملاً.
فما الثمرة التى جنيناها من كثرة الكلام وكثرة التراشق؟ فالعمل هو السبيل الوحيدة لنهضة أى بلد، فعمل رجل فى ألف رجل خير من قول ألف رجل لرجل. فنحن لا بد أن نراجع أولوياتنا وسلوكياتنا وإنتاجنا، ونتعجل فى اتخاذ قرار بدء العمل والإخلاص فيه، وإزالة كل المعوقات التى تسبب تأخرنا عن ركب الحضارة، كيلا يفوتنا قطار العلم والمعرفة.
وعلى الرغم من أن العجلة مفتاح للوقوع فى الأخطاء التى بدورها تؤدى بنا إلى الفشل فإن العجلة فى العمل مع الإخلاص فيه مستحبة، لأنها مفيدة للإنسان والبشرية لاستنهاض الأمة.. ولكنها يجب أن تكون عجلة مدروسة وقائمة على العلم والتخطيط الجيد، وليست عجلة هوجاء تسبب الخسائر الفادحة للأمة.. ولا يوجد تعارض بين الهمة فى إنجاز العمل والعجلة، فكل الأمور يحدث بينها تناغم، إذا كانت مدروسة وقائمة على أسس واضحة من الدراسة والإيمان بالهدف المراد تحقيقه، ونسأل الله- عز، وجل- أن يهدينا إلى الطريق الصحيح للعمل على رفعة وطننا الحبيب