الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
تمر السنون ويظل «رمضان» ملتقى الأحباب، حتى وإن رحل الأحباب يظل «رمضان» شاهداً على أجمل الذكريات معهم.. فهم دائماً معنا فى ذلك الشهر الكريم بكل روحانياته وطقوسه ولمة العيلة والضحكة الصافية والنفوس الهادئة الفرحة المستبشرة بالخير فى هذا الشهر المعظم الذى ذكره الرحمن عزوجل فى كتابه العزيز «شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن، هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، فمن شهد منكم الشهر فليصمه، ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر، يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون»، ولعل هذا الشهر الكريم يكون فرصة للم شمل الأسر التى تسببت ظروف الحياة فى تفريقها وقطع صلة الرحم بينهم، ونحن نعلم أن صلة الأرحام من أعظم الواجبات، وأفضل الطاعات، وقطيعتها من أعظم الذنوب وأخطر الآفات..
فصلة الأرحام يزيد الله بها فى العمر، ويبسط فى الرزق، ويصل من وصلها، فعن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «من سرّه أن يُبسط له فى رزقه وأن ينسأ له فى أثره فليصل رحمه»..
ووصل صلة الرحم لا يحتاج مجهودا وإنما يحتاج إلى عقد النية على نبذ أى خلافات والبداية من جديد مع من قاطعناهم، فلا يوجد شىء فى هذه الحياة، يستحق أن تبغض أو تكره شخصاً أنت تعلم أنك مفارقه لا محالة..
فما أسعد هذا الإنسان الذى يضع يده على هذا الكنز من الحسنات والعمل الصالح بوصله لصلة رحمه وبره لوالديه ولأهله، ومما لا شك فيه أننا فى شهر الخير والبركة والمحبة والرحمة، ذلك الشهر الذى تلين فيه القلوب وتتجه النوايا إلى أن نكون أفضل وأقرب إلى الله، فهذا الشهر الكريم هو شهر اجتهاد لبداية الصلح مع الله وليس اجتهاداً لقطف ثمرة فقط وعلينا عندما نبدأ فى عمل صالح ونتخذ خطوة إلى الله تكون بنية الاستمرار فيها والثبات عليها حتى بعد انتهاء هذا الشهر الفضيل فليكن شهر رمضان لنا نقطة انطلاق للتخلص مما يثقل كاهلنا من معاص وذنوب، ونتوب إلى الله ولنتخذه دافعا لننتصر لأنفسنا ضد أهوائنا، فهذا شهر الرحمة والمغفرة، فمن لم ينتهز هذه الفرصة ليغفر له الله ما قدمت يداه فلقد خسر خسراناً مبيناً، فاللهم اغفر لنا وتقبل منا صيامنا وقيامنا.