الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
الثلاثاء
3-3-2012
تشهد الساحة السياسية الآن كثيراً من التطورات التي تجعلنا نتوقف عندها من أولها هذا الصدام بين الإخوان والعسكر.. وهو مالم يتوقعه البعض خاصة بعد أن كان الإخوان والعسكر (سمن علي عسل)، بل إن الإخوان فقدت كثيرا من شعبيتها لوقوفها بجانب المجلس العسكري ورفضها توجيه الانتقاد له.. فلا أحد ينسي انسحاب الإخوان من الميدان بعد مليونية وثيقة السلمي.. ودعوتهم الي التهدئة حتي بعد مذبحة شارع محمد محمود.. وكانت هذه بداية ترك الاخوان الميدان وانفصالهم عن الثورة وانشغالهم بلم الغنائم واهمها مقاعد البرلمان.. لقد تعجل الاخوان في جني الثمار ولم يصبروا قليلا حتي تتحقق مطالب الثورة بل إنهم وقفوا في كثير من الاحيان ضد الثوار وتبنوا الخطاب الرسمي بالتشكيك في الثوار والقاء الاتهامات عليهم.. والصراع الدائر الآن بدءاً باعلان حزب الحرية والعدالة عن نيته في تشكيل الحكومة وسحب الثقة من الجنزوري.. ولابد ان نذكر ان الثوار هم اول من رفضوا حكومة الجنزوري ودعوا الي حكومة وطنية.. ويبدوا ان هذا الامر هو الذي افسد الود بين الاخوان والعسكر.. ففي الوقت الذي أراد فيه الاخوان تحسين صورتهم لدي الناس والظهور بمن يريد تحمل مسئوليتهم.. رفض العسكر هذا الامر واعتبره خروجاً عن بنود الاتفاق الضمني بين الطرفين.. ثم جاء الكلام عن دستورية البرلمان وقرأنا آراء لفقهاء قانونيين ودستوريين توضح ان النظام الانتخابي المعمول به وهو نظام الثلث والثلثين يهدد بحل البرلمان وكان هذا ثاني تصعيد بين الاخوان والعسكر.. فإذا كان البرلمان هو اكبر المكاسب واعظم الغنائم التي حققها الاخوان فإن التهديد بحله يعد اكبر وسيلة للضغط عليهم.. اما اللجنة التأسيسية التي يعكف الاخوان علي تشكيلها وحدهم مع السلفيين خاصة بعد انسحاب اكثر من 15 شخصية حزبية ومستقلة محترمة فهو مظهر جديد من مظاهر هذا الصدام.. فهناك طعون علي دستورية تشكيل اللجنة التأسيسية ورفض شعبي له.. ولم يعلن العسكر بعد عن موقفه من ذلك.. ومن اكبر مظاهر التصعيد تبادل الاخوان والعسكر البيانات علي الفيس بوك حيث شدد كل طرف اللهجة ضد الطرف الآخر.. بل حملت البيانات تهديدات متبادلة بمزيد من التصعيد حيث استعرض المجلس العسكري سلطته وهدد الاخوان باللجوء الي الشارع.. اما الثوار فقد خرجوا من المشهد مبكرا ليس بمزاجهم بل تم اقصاؤهم عن مسرح الاحداث وانهمكوا بالاتهامات التي تلقي جزافا عليهم وحملات التشويه المستمرة التي لاقت صدي عند بعض الناس.. وهم يتساءلون اليوم هل ينجرون الي هذا الصراع فيقفون في صف الاخوان ضد العسكر ام يفضلون ان يستجيروا بالعسكر للحد من سيطرة الاخوان فيستجيروا من الرمضاء بالنار.. ام يقفوا في صفوف المشاهدين فربما كانت سحابة صيف وتعدي.. وتعود المياه لمجاريها فيكون الثوار هم كبش فداء مرة اخري.. لقد خسر الاخوان كثيرا بابتعادهم عن صفوف الشعب ورضوا بأن يلعبوا دور حزب الاغلبية السابق.. وهاجموا كل من اختلفوا معهم وانتقدوهم.. فرحوا بكراسي مجلسي الشعب والشوري وهم الآن وحدهم في هذا الصراع.. فهل يتعلمون من اخطاء الماضي؟.