الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
اتصل بى السيد سامى شرف وزير شؤون رئاسة الجمهورية ومدير مكتب الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، بعد نشر مقالى الأسبوع الماضى عن فيلم ميرامار الذى رفضته الرقابة على المصنفات الفنية، وشاهده الرئيس جمال عبدالناصر، وأوفد السيد أنور السادات لمشاهدة الفيلم، وقام السيد سامى شرف بتصحيح بعض المعلومات لى فيما يخص عملية إجازة النشر وإذاعة فيلم ميرامار، فأكد لى السيد سامى شرف أن فيلم ميرامار الذى أجازه للعرض الجماهيرى دون حذف كامل كان الرئيس جمال عبدالناصر، وأن الرئيس جمال عبدالناصر هو الذى شاهد الفيلم فى البداية وهو الذى أرسل السادات برسالة الموافقة، وأن السادات ما كان إلا رسولاً فقط ليعطى موافقة عبدالناصر على إذاعة الفيلم. بل قال السيد سامى شرف إن الذى كان معترضاً على إذاعة الفيلم كان الرئيس الراحل أنور السادات والمشير عبدالحكيم عامر. ويستمر السيد سامى شرف فى رده الذى أبلغنى به على مقالى المنشور الأسبوع الماضى بأن الرئيس جمال عبدالناصر كان بعد نكسة يونيو 67 يشعر بما كان يتردد فى صدور الناس من أن هناك انتقاصا للحريات وكان لديه رغبة كبيرة ورغبة جامحة فى المزيد من الحرية فى الأعمال الأدبية، ولذلك عدد لى السيد سامى شرف الأعمال التى أجازها الرئيس جمال عبدالناصر فقال لى إنه أجاز المؤلفات الآتية: الفرافير للأستاذ يوسف إدريس.. البهلوان.. جمهورية فرحات.. اللحظات الحرجة.. المهزلة الأرضية.. ملك القطن. كما أجاز هذه المسرحيات التى انتقدت نظام الرئيس جمال عبدالناصر بل انتقدته شخصياً أمثال: الزير سالم للأستاذ ألفريد فرج.. بلاد بره لنعمان عاشور.. المسامير لسعد الدين وهبة..سكة السلامة لسعد وهبة.. الإنسان والظل لدكتور مصطفى محمود..إنت اللى قتلت الوحش لعلى سالم..السلطان الحائر لتوفيق الحكيم.. يا سلام سلم لسعد وهبة..الأستاذ لسعد وهبة..بير السلم لسعد وهبة..إسطبل عنتر لسعد وهبة. وعندما سألت السيد سامى شرف كيف كان يجيز هذه المسرحيات وكيف كان يراها، قال لى سامى شرف إنه كان يرسلنا مفوضين من قبله نحضر البروفات ونشاهد المسرحية ونكتب له التقارير وكان بعد هذه التقارير يطلب أن يقرأ بنفسه المسرحيات أو نصوص المسرحيات وكان غالباً ما يوافق على جميع المسرحيات التى كانت تعترض عليها الرقابة وكانت هذه المسرحيات تنتقده شخصياً. أيضاً على مستوى السينما أكد لى السيد سامى شرف أن الرئيس جمال عبدالناصر أجاز الأفلام الآتية: ميرامار للاستاذ نجيب محفوظ سيناريو وحوار ممدوح الليثى..شىء من الخوف للاستاذ ثروت أباظة والذى قيل إن عتريس يمثل فيه دور عبدالناصر..فيلم العصفور ليوسف شاهين..القضية 68..فيلم الناس اللى جوه..فيلم المتمردون..فيلم الاختيار. وقال السيد سامى شرف إن كل هذه الأعمال جاءت للرئيس عبدالناصر بعدما كانت الرقابة تعترض عليها وكان يراها بنفسه ولم يترك فيلماً واحداً دون أن يشاهده بنفسه وبعد ذلك كان يجيزه شخصياً مثلما حدث مع فيلم ميرامار، وكان حريصا كل الحرص على السماح بازدياد المعارضة فى هذه الفترة خاصة. وقال السيد سامى شرف لى بالنص «والله ما فى حاجة إلا ووافق عليها عبدالناصر وكان أكثر المعترضين على هذه الأفلام والمسرحيات المشير عبدالحكيم عامر والرئيس أنور السادات» على حد قول السيد سامى شرف.
»
وقال لى فى رده إن بعد النكسة ازدادت وتيرة القول بين الناس إن مفيش حرية مما جعل الرئيس جمال عبدالناصر يفكر فى إنشاء حزب معارض ويشهد على ذلك جلسات اللجنة التنفيذية العليا واللجنة المركزية بالاتحاد الاشتراكى، فقد كان يريد بناء معارضة فى مصر، وإن أول حزب معارض كان يحاول الرئيس عبدالناصر أن يدعم فكرة إنشائه. وقال لى السيد سامى شرف إن عبدالناصر كان يرى أن المعارضة يجب أن تبدأ من داخلنا ثم بعد ذلك يكون هناك حزب معارض حتى وإن كان يعارض عبدالناصر شخصياً لأن عبدالناصر كان يرى بعد نكسة 67 أنه لابد ولا بديل عن المعارضة فى نظام الحكم فى مصر، حتى تستقر البلاد. هذا رد السيد سامى شرف أنقله حرفياً لحضراتكم عن ما نشر الأسبوع الماضى فى مقالى عن فيلم ميرامار والأزمة التى لاحقت فيلم ميرامار عندما قال يوسف وهبى كلمته الشهيرة «طظ فى الاتحاد الاشتراكى»، وشهد الفيلم الرئيس عبدالناصر وأرسل السيد أنور السادات ليجيز الفيلم فى حضور والدى رحمة الله عليه السيناريست ممدوح الليثى، والمخرج الراحل كمال الشيخ.