من الحكايات المؤثرة التى رواها لى عمى، المنتج الكبير جمال الليثى، حكاية وفاة الفنان الكبير أنور وجدى، وقد تكلمنا عن حياته الفنية فى مقال سابق، وكيف كانت علاقته بزوجته، الفنانة الكبيرة ليلى مراد، التى كان يحبها حباً شديداً، ولكن كان الطلاق النهاية الطبيعية لهذه العلاقة، التى كانت تسودها معظم الوقت خلافات شديدة، بسبب غيرته عليها، وكذلك حرصه الشديد على ألا يدفع لها أجراً عن أى فيلم تمثله لشركته، وتزوج- بعد طلاقه من ليلى مراد- الفنانة الكبيرة ليلى فوزى، بعد أن طُلقت من الفنان عزيز عثمان، ورغم مرض أنور وجدى، الذى ظهر فى بداية عام 1954، طلب أنور وجدى من ليلى فوزى أن تسافر معه فى رحلة علاجه إلى فرنسا، وهو ما حدث بالفعل، وبمجرد وصولهما إلى باريس، فاجأها «أنور» باصطحابها إلى القنصلية المصرية، حيث تم زواجهما هناك، وكان هذا فى 6 سبتمبر 1954، ولكن تشاء الأقدار أن يرحل أنور وجدى، بعد أن اشتد عليه المرض بعد حوالى 4 أشهر فقط من الزفاف، وكان أنور وجدى مصاباً بتليف الكليتين لا كلية واحدة، وكان رغم هذا حريصاً جداً على أن تتراكم ثروته، فلقد كان المال عاملاً مؤثراً فى حياة أنور وجدى، ومن سخرية القدر أنه عندما كان فقيراً لا يجد ما يأكله كان يمكنه أن يأكل أى شىء، وعندما أصبح يملك المال لم يعد فى إمكانه أن يأكل ما يشتهيه، بأوامر من الأطباء، وعندما اشتد به المرض نصحه الأطباء بالسفر إلى بلجيكا، حيث تقدمت جراحات وعلاج الكلى، لكن رحلة العلاج انتهت بموت أنور وجدى فى العاصمة البلجيكية، وعادت به ليلى فوزى جثة هامدة، ليُدفن فى القاهرة، وترددت وقتها شائعة، كما حكى لى الأستاذ جمال الليثى، مفادها أن ليلى فوزى تحمل فى أحشائها جنيناً من أنور وجدى، ولكن ما لبثت تلك الشائعة أن ثبت عدم صحتها، وآلت ثروة أنور وجدى إلى أسرته، وكان المنتج الكبير محمود شافعى زوج أخت الفنان أنور وجدى، والذى كان يعمل مع الفنان الكبير أنور وجدى فى شركته السينمائية، وكان إخصائياً فى المعامل وتحميض وطبع الأفلام، وترأس المعمل السينمائى الذى أنشاه أنور وجدى لكى يتولى تحميض وطبع ومونتاج أفلامه، وكان يمثل شركة الأفلام العربية المتحدة- شركة أنور وجدى- فى شعبة المعامل فى غرفة السينما، كما أنه كان مديراً عاماً لشركته، ومشرفاً على بناء عمارته، التى قرر بناءها فى أواخر أيام حياته، وبعد وفاة أنور وجدى كان المنتج الكبير محمود شافعى هو المتصرف الأول فى شركة أنور وجدى ومعامله السينمائية وأفلامه الناجحة ذات الإقبال الجماهيرى الضخم، مثل «ليلى بنت الأغنياء» و«ليلى بنت الفقراء» و«عنبر» و«قلبى دليلى» و«غزل البنات».. وأتاحت هذه الظروف للأخوين إمام ومنيب شافعى- ولدى المنتج الكبير محمود شافعى من زوجة أخرى غير أخت أنور وجدى- التواجد على الساحة السينمائية باتساع، ولم يلبث أن خلف المنتج الكبير منيب شافعى، رحمه الله، الأب فى نشاطات غرفة السينما، فلقد أصبح رئيساً لغرفة صناعة السينما فيما بعد، ويُعد من أشهر المنتجين فى مصر، وكان مشهوداً له بالكفاءة والنزاهة، بينما بدأ المنتج الكبير إمام شافعى وقتها فى إنتاج بعض الأفلام، بل آلت إليه أيضاً أفلام أنور وجدى بعد رحيل الأب، ليتولى توزيعها والاتجار فى نسخها، واستقل المنتج الكبير إمام شافعى فى شركته الخاصة، التى احتلت جانباً من مقر شركة أفلام حسين صدقى فى شارع الألفى فى القاهرة.