الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
إن قضية خطف الأطفال واختفائهم فى مصر قضية خطيرة، فلو شعر كل مسؤول كبير فى الدولة أنه من الممكن أن يفقد ابنه أو ابنته الصغيرة فجأة فى حادث اختطاف لما سمعنا عن حالة اختطاف واحدة، لكن للأسف من يتم اختطاف أبنائهم من الفقراء والمهمشين الذين لا صوت لهم، لقد التقيت بمجموعة من الآباء والأمهات المكلومات، الذين فقدوا فلذات أكبادهم وتحدثوا إلىّ بكلمات تقطر دماً، وبشعور مفعم بالحزن والضيق والأسى لخطف أطفالهم الذين لا تتعدى أعمارهم السنتين أو الثلاث، لاستغلالهم جسدياً، وكانت أولهم السيدة هدى والدة الطفلة سهيلة، ثلاث سنوات، هذه الأم المكلومة التى قالت: طفلتى معتادة أن تلعب مع أصحابها أمام المنزل، وألهمنى شعورى فجأة بأن أخرج لأطمئن عليها، ولكنى لم أجدها، وظللنا نبحث عنها دون جدوى حتى جاءتنى مكالمة، وقال المتحدث: «بنتك معايا وأنا أخدتها بالغلط والمقصودة بنت طليقتى»، والتى تسكن فوق والدتى، وطلب منى عشرة آلاف جنيه، وأبلغت المباحث بالموعد ولكنها لم تأتِ لمراقبته لى وقال لى «إنتى مش هاتشوفى بنتك تانى» وقطع مكالماته معى إلى الآن.
ولم تختلف قصة هذه الأم المكلومة كثيراً عن قصة جد الطفل محمد الذى يبلغ من العمر عامين، والذى تم اختطافه من أمام منزله ليبدأ جد الطفل حديثه ويقول: «إحنا بلد أرياف كلنا أهل، والولد كان بيلعب مع الأطفال، كما هو معتاد، أمام باب المنزل لتخرج والدته لتطمئن عليه بعد خروجه بعشر دقائق فتجد الولد قد اختفى وتوجهنا إلى مركز الشرطة، ومن الغريب أن القانون يقولك تعمل بلاغ بعد 48 ساعة، وهذا قرار عندهم وليس تقصيرا منهم، وتوجهنا إلى مديرية أمن المنوفية الذين تحركوا جميعا وقلبوا القرية، يعنى حفيدى لو ميت كان طلع، لكنهم لم يصلوا إلى أى شىء، وبعد انتهاء الأمر والشرطة قفلت المحضر، بدأ شخص يتصل بوالدة الطفل ويساومها لكى ترسل له مبلغا من المال، وبالفعل أرسلنا له المبلغ، ولكن الولد لم يأتِ، وطلب مبلغا آخر، فتوجهت لمديرية الأمن، واستطاعوا أن يحضروا بيانات الشخص بالكامل، وأنا عندى استفسار إذا كان معك اسم الشخص ورقم تليفونه والرقم القومى وعنوانه، فلماذا لم يتم القبض عليه إلى الآن؟!!».
الأب المكلوم السيد خلف محمد الذى كان صوته يختنق منذ بداية حديثه بالدموع، بدأ قائلاً: «يوم 9-11 محمد 7 سنوات كان معى هو وأخوه الأكبر منه، طلبت من أخوه يأخذ محمد الذى لديه سمات توحد وظللنا نبحث عنه حتى استدل سكان أحد البيوت على الولد وقالوا إنهم رأوه مع سيدة تدعى ماجدة، وهى متسولة ولكنها قفلت بيتها من يوم الثلاثاء.. أحضرت والدتها وواجهتها بكلام جيران ابنتها لتأخذنا إلى منطقة الدويقة عند ابنتها واتصلت بقسم شرطة الواسطة وأبلغتهم بوجود خاطفة ابنى معى، فطلبوا منى إحضارها لهم وعلى الرغم من اعترافها بأخذ الولد وأنها سلمته لشحاتة برمسيس وتسجيلى لهذا الكلام، طلبت منهم إنها تطلع معى لإحضار الولد ولكنهم رفضوا وقالوا لى: روح هات ابنك من المكان اللى قالت عليه. ذهبت لرمسيس ولم أجد أحدا، ولما رجعت قالوا لى إنها غيّرت أقوالها.. الخيط موجود أمامهم فما الذى يمنع من إحضار ابنى!! لأجد ابنى يوم الثلاثاء 24/11 ملقى فى ترعة على الإبراهيمية فى مكان لا يوجد أحد يغرق فيه، منسوب المياه 30-40 سم بالضبط، وملقى على وجهه فى وسط عفش ومنطقة المخ بها ثقب.. ابنى وجدته مقتولا فى المياه بعد 15 يوم بدوّر عليه».
وفى النهاية فإن الحكومة مسؤولة مسؤولية كاملة عن إعادة هؤلاء الأطفال لذويهم، فلو كان الطفل كما قلت سابقاً ابن أحد المهمين لعاد فى نفس اليوم.