الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
كانت المبادرة لأكبر حملة للتبرع بالدم تجربة تبعث على الفخر والسعادة، لحجم التكافل الاجتماعى الموجود فى المجتمع المصرى، ومدى ترابطه والوعى المتزايد للمواطن المصرى ولعظمة الشباب المصرى، فهو شباب واعد يتحمل المسؤولية، ومدرك لما يحيط به، ومدرك لمسؤولياته تجاه وطنه وأبناء وطنه، ولم يكن تكاتف الشباب المصرى بالشىء الغريب، فنحن كل يوم نؤكد للعالم أن الشباب المصرى هو ثروة مصر الحقيقية وذخيرتها، وكان لدينا هذا الإيمان الراسخ بأن الشباب المصرى لن يخذلنا، وبالفعل كان عند حسن ظن الجميع به، ودخلت مصر موسوعة جينيس لأكبر حملة تبرع بالدم فى العالم، ورغم سعادة الجميع بدخول مصر موسوعة جينيس، فإن السعادة الأكبر ستكون بالاستمرارية فى العطاء، حتى نستطيع توفير الدم بشكل منتظم لجميع المرضى والمحتاجين لنقل دم تحت أى ظرف، فالمريض لا يقف مرضه، وهناك مرضى يحتاجون كميات من الدم بشكل منتظم، خصوصاً مرضى الهيموفيليا وثلاسيميا البحر المتوسط، وهناك أيضاً حوادث الطرق، ومما لا شك فيه أن هناك ملايين البشر وملايين الأطفال الذين يحتاجون إلى كل قطرة دم، هذه القطرة التى من الممكن أن تحييهم.. والحل هو استمرار العطاء، فالعطاء لذة تجلب السعادة الحقيقية لكل الأطراف، وهو الحل لجميع المشاكل والتحديات التى تواجهنا، وهذا لا ينطبق فقط على التبرع بالدم، وإنما على العطاء فى صورته الأشمل والأعم، فالعطاء لا يُنقص من الإنسان شيئا، بل على العكس فهو يزيده ويُنمِّى ويطور من شخصيته، ويشحن طاقته ليكون إنسانا أفضل على كافة المستويات النفسية والاجتماعية والدينية، فالإنسان عندما يلعب دورا- ولو صغيرا- فى إسعاد أو مساعدة أو إنقاذ مَن حوله ستجده تلقائياً يشعر بأهميته وبدوره فى هذه الحياة وبأنه عضو مؤثر فيمَن حوله وفى مجتمعه، مما يحفز طاقاته لبذل المزيد.. وهنا لا ننسى أن هناك مئات الأشياء التى من الممكن أن يقوم بها الإنسان، ويكون تأثيرها الإيجابى ليس فقط عليه، إنما على كل المحيطين به، فعمل بسيط مثل التبرع بالدم أو الوقت أو حتى الابتسامة من الممكن أن يشكل فارقاً فى حياة مَن أمامك، ومن رحمة الله سبحانه وتعالى أنه لم يجعل التصدق بالمال فقط، إنما جعل حتى التبسم فى وجه أخيك صدقة.