الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
جاءتنى رسالة من الفنان أشرف وحيد سيف، أنشرها كما هي: عزيزى الإعلامى والصحفى الكبير د/ عمرو الليثى.. لم أجد أفضل منكم تقديرًا واعتزازًا بقامات مصر الشامخة كى أبثه شجونى وحيرتى. منذ نعومة أظافرى صافحت أذنى تلك القيثارة التي أهداها الله إلى البشر، فاجتاحت مشاعرى وجعلتنى أحلق بقدمى الصغيرتين في عالم ساحر من النشوة والجمال، ومن حينها أصبح صوت الشيخ محمد رفعت جزءًا لا يتجزأ من وجدانى، ولا أبالغ عندما أقول إنه جزء أصيل من وجدان كل مصرى وعربى، فمَن منّا صغارًا كنا أو كبارًا لم يرتبط عنده شهر رمضان المعظم بصوته المعجز الذي لا نظير له.
ومنذ حوالى ثلاثة أعوام، سيطرت علىَّ فكرة تقديم عمل درامى عن السيرة الذاتية للشيخ محمد رفعت، هذه الشخصية العظيمة. قرأت كل ما كُتب عن الشيخ، رغم ندرته، وكنت أبحث في مئات المراجع والكتب والصحف القديمة، وبعد مرور عام من البحث والدراسة عن سيرته ومفردات عصره الحافل بالأحداث الكبرى، بدأت في كتابة مسلسل عنه، ثم تقدمت بالعمل إلى إحدى شركات الإنتاج الكبرى.
حيث أشادت لجنة القراءة بمستوى النص وتميزه، ونصح رئيس اللجنة حينها، الصحفى الكبير، الأستاذ يسرى الفخرانى، بتقديمه في رمضان، وقال عنه إنه سيكون من الأعمال المهمة في تاريخ الدراما المصرية والعربية، لكن من وقتها لم يتم إنتاج العمل، ولا أدرى لماذا؟. ألَا تستحق شخصية عظيمة بحجم الشيخ رفعت تقديم عمل درامى عنها؟، وهنا قد يسأل سائل: ولماذا اخترت الشيخ محمد رفعت كى تكتب عنه؟.
الحقيقة أن هناك أسبابًا كثيرة دفعتنى إلى كتابة عمل درامى عنه، ومنها على سبيل المثال لا الحصر أن الشيخ هو أعظم مَن رتّل القرآن على الإطلاق، وذلك بشهادة كل مَن عاصره ومَن أتى بعده، وأن قصة حياته هي عمل درامى من الطراز الأول منذ ولادته سنة 1882 حتى وفاته سنة 1950، وما مر به من صعوبات وأزمات كبرى في حياته، بداية من إصابته المبكرة بالعمى، وهو في الثانية من عمره.
مرورًا بكفاحه وسطوع نجمه وتعرضه لحروب وحملات تشويه من منافسيه، والتفاف المسلمين والمسيحيين حول صوته السماوى في وحدة وطنية رائعة ليصبح أيقونة لثورة 1919، ثم افتتاحه للإذاعة المصرية العظيمة بتلاوته عام 1934 ووصول صوته إلى مشارق الأرض ومغاربها وتنصيب الملايين له إمامًا للتلاوة وسيدًا للقراء، ناهيك عن نهايته التراجيدية الحزينة.
والسبب الأهم من وجهة نظرى أن قصة حياة الشيخ محمد رفعت هي تعريف بواحد من أعظم شخصيات ذوى الهمم، والذين نادى سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى في أكثر من مناسبة إلى تقديم أعمال فنية عنهم. وأخيرًا، وليس آخرًا: هل يُعقل أن المكتبة التلفزيونية المصرية والعربية لا يوجد بها عمل درامى واحد عن مشاهير القراء، فما بالك بأعظمهم؟!. وفى النهاية يا دكتور عمرو كلى أمل وثقة في أن يصل صوتى من خلال قلمكم المحترم إلى مَن يهمه الأمر.
أشرف سيف
وقد نشرت الرسالة كاملة، وأنا أضم صوتى إلى صوت الفنان أشرف سيف، متمنيًا أن تكون الدراما التلفزيونية وسيلة لتاريخ حياة شخصية إسلامية عظيمة أثرت ولا تزال تؤثر في قلوبنا وعقولنا بحنجرتها الذهبية وصوتها الجميل الشجى. إن إنتاج عمل عن الشيخ محمد رفعت هو أقل ما نقدمه لإنسان عظيم.