الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
اكتب اليكم اليوم وأنا أقف علي امتار قليلة من قبر الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام بالمدينة المنورة إنها نفحات نورانية جميلة منبعها مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام .. وعندما تصل الي المدينة تشعر بنسيم عليل رغم حرارة قيظ الصحراء .. لكنك تشعر بالهدوء والسكينة من أدني المدينة الي اقصاها، شعور ينتاب الانسان عندما يصل الي المدينة .. فما بالكم عندما تصل الي المسجد النبوي الشريف تشعر بالقشعريرة تنتابك .. وانت تدخل من باب جبريل لتسلم علي الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام .. كيف اواجه الرسول .. وماذا اقول له .. عندما يسألني هل التزمت بسنتي ووصاياي ماذا اقول له .. ماذا اقول له علي اوضاعنا واحوالنا في مصر واختلافنا وانقساماتنا .. ماذا اقول له علي صلات الرحم التي انقطعت .. وعن المحبة التي انتهت وعن الرحمة والعفو والمغفرة التي وصانا بها الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام.. ماذا اقول له عن عدم احترام الصغير الكبير وعن القيم التي انتهت من حياتنا وعن الشتيمة التي اصبحت الوسيلة الوحيدة لانتقاد بعضنا البعض .. اي انسان سيقف امام قبر الرسول عليه الصلاة والسلام لن يعرف ماذا يقول له ويشعر أن وجهه في الأرض .. وانت تقف في الروضة الشريفة امام قبر الرسول التي قال عنها عليه الصلاة والسلام: «ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة».. فنحاول جميعا ان نلتمس صلاة في هذه البقعة من الجنة.. وأنا اقف امام الرسول اقول له السلام عليكم يا رسول الله ورحمة الله وبركاته اشهد انك اديت الرسالة وبلغت الأمانة ونصحت الأمة.. وكل من يقف بجانبي أمام قبر الرسول عليه الصلاة والسلام تزرف عيونه بالدموع وهو يتحدث مع الرسول عليه الصلاة والسلام وكأنه يجلس امامه يشكو له حاله وأوضاعه واحزانه وآلامه وأمراضه ..تتكلم وتشعر وكأن الرسول عليه الصلاة والسلام يستمع لك .. ثم تودع الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام.. وتأتي في اليوم التالي وبعد انتهاء صلاة التراويح تحاول ان تعيد الزيارة مرات ومرات.. ويشعر بالسعادة من يستطيع أن يزور الرسول عليه الصلاة والسلام عدة مرات اثناء اقامته في المدينة.. إننا بحاجة الي مدد شديد من الرسول عليه الصلاة والسلام وان يدعو لنا الله ان يفرج كروبنا وييسر أمورنا واحوالنا وان يحفظ ابناءنا وبناتنا من كل شر وأذي .. إنه نعم الولي ونعم النصير. د/ عمرو الليثي المدينة المنورة