ورحل عن دنيانا أستاذنا الفنان القدير محمود ياسين.. أعرفه منذ نعومة أظافرى كان صديقا مقربا لوالدى وأعمامى رحمهم الله جميعا، قدم لوالدى أهم الأعمال التاريخية وأهمها الإمام أبوحنيفة النعمان بخلاف العشرات من الأعمال الوطنية الخالدة.. حكى لى فى جلساتنا أنه بدأ حبه للفن منذ أن كان طفلاً صغيرا وبعد المرحلة الثانوية نزح إلى القاهرة من بورسعيد للالتحاق بكلية الحقوق جامعة عين شمس ولاعتبارات الزمن فى ذلك الوقت لم يكن من السهل أن يعلن عن رغبته للانضمام للمعهد العالى للسينما، ولكنه كان يعلم أن للمسرح الجامعى نشاطا فنيا كبيرا لينضم له… كان عاشقا للمسرح إلى أن رآه المخرج الكبير حسين كمال وهو يلعب دوره فى مسرحية «سليمان الحلبى» فقال «الواد اللى على الشمال ده هو اللى يجى يعمل دور شىء من الخوف» وكما روى لى الفنان الكبير محمود ياسين أنه كلمه وقتها الفنان الكبير صلاح ذو الفقار وكان المنتج المنفذ للفيلم، وكان الفيلم من إنتاج القطاع العام وبلغه برسالة الأستاذ حسين كمال ليكون أول دور يلعبه فى السينما المصرية وفى عام 1968 اعترض المنتج الكبير رمسيس نجيب على أن يقوم بأداء دور فى فيلم «القضية 68» وكما روى لى فإنهم كانوا بمكتب الأستاذ رمسيس نجيب هو والأستاذ صلاح أبوسيف مخرج الفيلم الذى كان مرشحه للعب دور البطولة ليقول الأستاذ رمسيس للأستاذ صلاح «يا أستاذ صلاح ماينفعش أنا عندى بنت جديدة فى هذا الفيلم» وكان الوجه الجديد فى هذا الفيلم هو الفنانة الكبيرة ميرفت أمين وحاول الأستاذ صلاح أن يطيب خاطر الأستاذ محمود لشعوره بالصدمة لضياع أول بطولة سينمائية منه وقال له إن هناك دورا يمكن أن يلعبه فى هذا الفيلم هو دور «صبى القهوة» ليلعب الأستاذ محمود ذلك الدور بالفعل وكان لولد بسيط ولكنه ثورى.. ورشحه فى العام التالى عام 1969 الأستاذ حسين كمال لبطولة فيلم «نحن لا نزرع الشوك». ليحقق نجاحا كبيرا لتتوالى أعماله السينمائية والمسرحية الهامة.. على المستوى الإنسانى تحدث الأستاذ محمود ياسين عن رفيقة كفاحه الفنانة الكبيرة والعظيمة شهيرة التى التقى معها للمرة الأولى وكان لقاؤهما أمام الكاميرا عندما كان يقوم ببطولة فيلم مع المخرج الكبير مدكور ثابت، ويفاجأ أن بطلة الفيلم هى إحدى تلميذات الأستاذ مدكور فى المعهد العالى للسينما ولم يستعن ببطلة معروفة لبطولة هذا الفيلم واستعان بتلميذته لتميزها لتدخل الفنانة شهيرة من باب اللوكيشن وكان وقتها يصور بالأكاديمية وكانت متشحة بالسواد كما يروى الأستاذ محمود، وكانت المرة الأولى التى يراها فيها. استغرق تصوير هذا الفيلم ستة أشهر وقبل نهاية التصوير كان يتقدم لأسرتها وتتم خطوبتهما ويستكملان معا مشوارهما فى الحياة إلى اللحظة الأخيرة فى حياته.. رحم الله الفنان الكبير والقدير محمود ياسين وأسكنه فسيح جناته