مرت منذ أيام الذكرى الرابعة لرحيل رمز كبير من رموز الأدب والثقافة فى مصر الأديب الكبير الأستاذ محفوظ عبد الرحمن، ومن بعض المواقف التى روتها لى حرمه الفنانة القديرة السيدة سميرة عبد العزيز عنه موقف غضبه من موسيقار الأجيال عبد الوهاب الذى كان معجبا ببرنامجها «قال الفيلسوف» وحصل على رقم تليفونها بشكل ما وأصبح يتصل على تليفون البيت وكان يتكلم بكثرة لمناقشتها فى حلقات البرنامج، واقترح عليها موضوعا لحلقة لبرنامجها وقال لها «قولى للفيلسوف بتاعك ده يكتب حلقة عن الوليمة»، ويومها قال لها «انتى وليمة» وهذه الكلمة هى ما أغضبت الأستاذ محفوظ فقال لها «لا.. لحد كده وأنا مش موافق ليرد عليه بعد ذلك وقال له «التليفون ده ما تمدش إيدك عليه تانى» ومن الناحية الإنسانية كنت مرتبطا بالأستاذ محفوظ ارتباطاً كبيراً، فقد كان صديقاً لوالدى ممدوح الليثى، ومن الأعمال المتميزة التى جمعتهما معاً فيلم «ناصر 56»، كما جمع معهم صديقى الفنان الكبير أحمد زكى، وكانت البداية عندما طرح قطاع الإنتاج برئاسة والدى مشروعا لعمل مجموعة من السهرات التليفزيونية عن رموز العمل الوطنى المصرى وتحمس الأستاذ محفوظ للفكرة هو والأستاذ أحمد زكى وذهبوا لوالدى بمكتبه وقدموا له ورقة مكتوبا فيها الشخصيات التى سوف يكتبها الأستاذ محفوظ وأولهم جمال عبدالناصر.. وتحمس والدى للفكرة ووافق فى وقت كان ممنوعا فيه ذكر اسم عبدالناصر. وتدخّل والدى لإزالة كل المعوقات أمام الفيلم، حتى إن المونتاج وطباعة الفيلم تم عملهما فى لندن، وجاء الفيلم من لندن إلى مهرجان التليفزيون مباشرة ليعرض فى الافتتاح، واتصل مسؤول كبير بالدولة قبل العرض بالأستاذ محفوظ عبدالرحمن وسأله عن تفاصيل الفيلم ليطمئن: (أستاذ محفوظ هو الفيلم بيحكى عن إيه؟.. يا فندم ده فيلم تسجيلى عن عبدالناصر.. آه آه طيب شكرا).. وعندما عُرض الفيلم وسط حماس كبير وترحيب ضخم من الحضور، اتصل هذا المسؤول بالأستاذ محفوظ وهو يصيح: (ده تسجيلى يا محفوظ.. ده تسجيلى)، وجاءت تعليمات عليا برفع الفيلم من السينما، وتعرض والدى ممدوح الليثى وقتها لمتاعب كثيرة. وظل الفيلم ممنوعا من العرض لمدة عام كامل مما أثار تساؤلات كثيرة، خاصة من جانب بعض المسؤولين العرب، الذين تدخلوا لدى الرئاسة للسؤال عن سبب ذلك، ومنهم الزعيم الفلسطينى الراحل ياسر عرفات، ووزيرة الإعلام الليبية التى عرضت شراء الفيلم، وتحت هذه الضغوط تم عرض الفيلم وحقق إيرادات ضخمة، وأقيمت حفلات تكريم كثيرة لأسرة الفيلم بعد عرضه.. وكما روت لى الأستاذة سميرة فقد اتصلت السيدة جيهان السادات بالأستاذ محفوظ وطلبت منه أن يكتب فيلما عن الرئيس السادات لكنه اعتذر لها بلطف لخلافه السياسى مع السادات.