وحكت لى وهى تضحك أحد المواقف لها مع عبد الحليم الذى كان يناديها بماما مديحة ويعتبرها مثل والدته فعلاً عندما دخل عند عبد الوهاب فى منزله وكانت هى تجلس هى ومحمد فوزى فدخل عبد الحليم ويقول ماما مديحة وجاء ليحضنها إلا أن محمد فوزى قال له «لا الكلام ده كان فى الفيلم بس مش هنا». كم كانت ضحكتها عذبة ونفسها هادئة تشعرك بطمأنينة أن الجمال لا يزال موجوداً بيننا. عندما سألتها عن من تعتز به أكثر من أولادها الفنانين قالت بحسم وبصدق الأم «صدقنى دول ولادى كلهم فأولادك لا تستطيع أن تقول أنا بحب فلان أكثر إنما أنا بهتم أكثر باللى بيتعب فيهم، فالحب بيزيد فى حالة ازمة نفسية لبنت من بناتى إنما كلهم عندى فى قلبى من جوه».
كانت ونعم الأم ونعم الإنسانة ونعم المرأة التى تعتد بنفسها وبكرامتها وبعزة نفسها. أذكر إجابتها جيداً عندما سألتها عند بدايتها وكم كانت محظوظة بالعمل مع فنانين كبار مثل محمد عبد الوهاب ومحمد فوزى فمن منهم أثر فى حياتك؟ ردت وقتها بكل شموخ وثقة بالنفس وقالت «أنا ما حدش يأثر عليا أنا اللى أأثر على الغير أنا ليا مبدئى وأخلاقياتى وثقافتى لست مجبرة أن أعمل أى حاجة ولوحد قالى زعلانة ليه برد عليه». «أنا لا أشكو فالشكوى انحناء.. أنا لا أشكو فدم عروقى كبرياء» كلمات لخصت فلسفتها فى الحياة وأكدتها هى بقولها: «هذه طبيعتى عمرى ما زعلت من حد، عمرى ما لُمت حد، عمرى ما حسيت بمنافسة مع حد». رحلت العظيمة مديحة يسرى من دنيانا بجسدها لكنها باقية بأعمالها وبتراثها الفنى الذى أثرت به السينما المصرية.