الرئيسية
البرامج
برنامج رمضان المصري
برنامج مولانا
برنامج أبواب الخير
المقالات
من هو عمرو الليثي
الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
مافيش دولة 19-8-2011
قناة الموقع على اليوتيوب
مافيش دولة
بقلم
عمرو الليثى
١٩/ ٨/ ٢٠١١
ما أجمل أن تنفصل عن الواقع ولو لأيام قليلة قررت فيها السفر لأداء العمرة وزيارة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام.. إنها لحظات لا تنسى تلك التى يشعر فيها العبد بذله وضعفه أمام رب العالمين..
هذا هو حال جميع المسلمين فى أنحاء المعمورة وهم يطوفون، ملبين حول بيت الله الحرام فى ليالى شهر رمضان المعظم، طالبين من الله أن يعفو عنهم ويتجاوز عن سيئاتهم وأن يشفى مرضاهم ويرحم موتاهم وأن يؤمن بلادهم وأن يستر عوراتهم وأن ينزل السكينة فى قلوبهم، وفى كل صلاة تراويح وفى نهاية الركعة الأخيرة من صلاة الوتر لا يستطيع الإنسان منا وهو يؤمن فى الدعاء وراء الشيخ السديس أو الشيخ ماهر المعيقلى إلا أن يسأل الله الطمأنينة والأمن والأمان ومهما حاول الإنسان منا أن يعتقد أنه سوف ينفصل عن أرض الواقع وأن ينسى مشاكل مصر الداخلية وما تعانيه من انعدام الأمن والأمان، والشعور بالقلق على المستقبل الذى لا ملامح له إلا أنه وفى اختلائه بربه أثناء الدعاء يتذكر الإنسان ما يحدث فى بلده ولا يجد مفراً من أن يدعو الله لنفسه ولأهله وأيضا لبلده..
أعتقد أن هذا هو الشعور المسيطر على المعتمرين المصريين لبيت الله الحرام.. أن ندعو لمصر بعدم الشتات وعودة الأمن والطمأنينة والدفء للقلوب.. ولا تلبث أن تخرج من بيت الله الحرام بعد أن تكون قد أديت فريضة الصلاة.. إلا وتلتقى بمئات بل آلاف من المصريين الذين حرصوا هذا العام على السفر لأداء مناسك العمرة من كل الفئات والطبقات والأعمار..
ودائما السؤال الذى كان يواجهنى مع كل مصرى أقابله (إحنا رايحين على فين؟) هذا السؤال الذى أصبحنا نسأله لأنفسنا ولمن حولنا منذ شهور ولا أحد يعرف له إجابة.. وجدت الناس من أهل بلدى وهم فى بيت الله الحرام مهمومين بما يدور فى مصر.. يريدون أن يقفوا على الحقيقة حتى لو كانت مرة.. يريدون أن نقول لهم كلمة تطمئنهم وتعطيهم أملاً فى غد جديد مشرق..
ولكن لأن الكذب حرام فى بيت الله الحرام وحتى فى أى مكان.. يجد الإنسان نفسه عاجزاً أن يطمئن هؤلاء البسطاء من شعب مصر ربما لأنه ليس لديه شخصيا أى رد.. فهناك من سألنى وقال لى (هى فعلا مصر هيقسموها إلى دول صغيرة؟
رديت عليه وقولتله يعنى إيه دول صغيرة؟ رد قالى يعنى الأقباط فى الصعيد واليهود فى سيناء والمسلمين فى الدلتا والنوبيين فى الجنوب) استمعت له باندهاش وأنا أقول له مستحيل أن يحدث ذلك.. وشاب آخر مصرى سألنى وقال لى مصر انقسمت؟ قولتله يعنى إيه انقسمت؟
قالى معارضة ضد المجلس العسكرى ومؤيدين لفوق الدستورية ومعارضيها وصوفيين وسلفيين وعلمانيين ضد الإسلاميين، وثوار ضد الفلول وميدان التحرير ضد ميدان روكسى نظرت إليه ولم أجد إجابة أقولها له.. وهناك شاب مصرى يعمل صيدلانياً فى أجزخانة أمام الحرم المكى قال لى أنا كنت ناوى أنزل مصر السنة دى بقالى هنا أكتر من ٦ سنين من ساعة ما اتخرجت لكن بعد اللى بسمعه نويت ما انزلش، رديت عليه وطمأنته وقولتله انزل مصر بخير.. (وفى الحقيقة مش عارف إذا كان صدقنى ولا لأ)..
وشاب مصرى آخر يعمل فى محل تجارى لبيع العطور قال لى هما ليه بيحولوا الناس العاديين لمحاكم عسكرية والمتهمين الكبار اللى أفسدوا البلد بيحاكموهم أمام محاكم عادية، واستطرد قائلا مافيش دولة فى مصر.. وللأسف أيضاً لم أجد رداً شافياً أقوله لهذا الشاب المصرى، ولكنى تركته وأنا أفكر فى كلماته لكنى فى النهاية قررت أن أتفرغ فى رحلة عمرتى للدعاء لله سبحانه وتعالى أن يحفظ مصر من كل سوء وأن يؤمن أولادنا وبناتنا ويحفظهم وأن يولى أمورنا خيارنا، إنه سبحانه وتعالى نعم المولى والنصير
وللحديث بقية إن شاء الله…