فقدنا الأيام الماضية الفنانة الكبيرة ماجدة، صاحبة التاريخ الكبير والعظيم في السينما المصرية والعربية والتى أثرت السينما بعدد من أقوى وأبرز الأفلام.. جمعت صداقة وطيدة بين الفنانة الكبيرة ماجدة وبين عمى المنتج الكبير جمال الليثى، وكانت بداية التعارف في عام الثورة، وكان يعمل من خلال إدارة الشؤون العامة للقوات المسلحة، فبعد شهور من ثورة 1952 قرروا تنظيم قافلة خيرية تطوف أرجاء مصر لجمع التبرعات للفقراء وعُرفت القافلة باسم «قطار الرحمة»، وشاركت بها الفنانة ماجدة، وحملت مع غيرها من عشرات الفنانين صناديق التبرعات وطافوا على الأماكن العامة التي يتواجد فيها أثرياء مصر وكبار شخصيات المجتمع المصرى، ونصح بعضهم الفنانة ماجدة بالذهاب إلى شرفة فندق سميراميس المطلة على النيل، حيث يتجمع فيها علية القوم من المشاهير والمثقفين والأدباء، وذهبت ماجدة واقتربت من شلة الأدباء الكبار، وبالطبع بدأت بالحكيم، الذي قال إنه لا يحمل مالاً في العادة، كان ثروت أباظة أول المتبرعين وتلاه صالح جودت ونجيب محفوظ الذي قال مداعباً: على فكرة توفيق بك بيخبى الفلوس في البيريه، وأصرت ماجدة على أن تفتش البيريه ولم يجد توفيق الحكيم بدا من أن يخرج من أحد جيوبه محفظة صغيرة ليخرج خمسة جنيهات فقط ورقة واحدة لكى يضعها بالصندوق وكانت جنيهات الأستاذ توفيق الحكيم حديث الوسط الفنى والأدبى.. تميزت الفنانة الكبيرة ماجدة منذ البداية بطموح نادر ووظفت كل ذكائها وتفكيرها في هدف واحد هو الوصول إلى القمة وأرادت أن تصبح واحدة من منتجات السينما كآسيا داغر ومارى كوينى، وكما روى لى الأستاذ جمال الليثى أنها تعلمت في صباها دروساً كثيرة، إذ كانت تتبناها الفنانة الكبيرة بهيجة حافظ التي كانت بطلة أول رواية مصرية حقيقية تقدمها السينما المصرية وهى «زينب» للدكتور محمد حسنين هيكل، وكانت ماجدة أشبه بالابنة المتبناه لبهيجة حافظ، وبعد عدة بطولات من أفلام صغيرة قررت أن تحول قصة الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس «أين عمرى» إلى فيلم تقوم ببطولته وتنتجه ويخرجه الأستاذ أحمد ضياء الدين وبعد هذا الفيلم قفزت ماجدة إلى النجومية، في أوائل الستينيات بدأت تتكشف خطوط الثورة الجزائرية، ثورة المليون شهيد، وأذيعت قصة عذراء الجزائر المناضلة «جميلة بوحريد» التي عانت أبشع ألوان التعذيب والقهر على أيدى المستعمر الفرنسى وتعاطف معها الشعب العربى من المحيط إلى الخليج، وسارعت ماجدة بذكائها الفطرى في اقتناص الفرصة، وكلفت الكاتب الكبير يوسف السباعى بإعداد القصة في سيناريو فيلم أخرجه المخرج الكبير يوسف شاهين، وكان من أبطاله رشدى أباظة وأحمد مظهر.. وكانت فرصة نادرة لتكتب الفنانة ماجدة سطوراً بارزة في مسيرتها السينمائية، وكتب لها مكانة على ساحة الوطن العربى وقدمت آخر أفلامها «ونسيت أنى امرأة» من إنتاج والدى المنتج الكبير ممدوح الليثى. رحم الله الفنانة الكبيرة ماجدة الصباحى