الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
قدم قطاع الإنتاج بالتليفزيون المصرى مسلسلات تليفزيونية تعتبر علامات بارزة فى تاريخ الدراما المصرية، مثل «ليالى الحلمية» و«المال والبنون» و«محمد رسول الله» و«لن أعيش فى جلباب أبى»، وغيرها من المسلسلات، وكانت خطة قطاع الإنتاج، فى ذلك الوقت، تقديم رسائل ومضامين إعلامية يستطيع أن يوصلها للمشاهد بشكل سلس وبسيط.
فمثلًا فى مسلسل «لن أعيش فى جلباب أبى» كانت الرسالة الإعلامية أن هناك شخصيات عصامية من الممكن أن تبنى نفسها بنفسها من الصفر حتى تصل إلى أعلى المراتب بالمثابرة والصبر، والحقيقة أن نور الشريف كانت تكمن عبقريته فى التفاصيل والاهتمام بها ومذاكرة الشخصية بكل أبعادها، وهو ما ظهر جليًا فى تفاصيل شخصية عبدالغفور البرعى، وتطورات الشخصية خلال أحداث المسلسل.
ومن المعروف أن الترشيح الأول لبطولة المسلسل كان للفنان محمود عبدالعزيز، رحمه الله، ولكنه كان مشغولًا بعمل آخر، فذهب الدور للأستاذ نور الشريف، وعندما قرأ الرواية المرسلة له وجد أن الابن هو من يدور عليه المسلسل، فطلب منه الأستاذ مصطفى محرم، الكاتب والسيناريست الكبير، أن يمهله أسبوعًا ليرسل له المعالجة وحلقتين من المسلسل، وبالفعل وافق بعدها فورًا على الدور.
ومن الأدوار التى تركت بصمة فى المسلسل دور «المعلم سردينة»، الذى رُشح له فى البداية الفنان حسن حسنى، ولكن ذهب الدور فى النهاية للفنان عبدالرحمن أبوزهرة، ورُشح لأداء شخصية «سيد كشرى» الفنان فتوح أحمد، ولكنه اعتذر، فتم اختيار الفنان مخلص البحيرى.. وحتى وقتنا هذا لايزال تأثير المسلسل ظاهرًا، فلا تخلو منصات السوشيال ميديا من مقتطفات منه، وخصوصا مشهد «فرح سنية» الذى جاء طبيعيًا ومليئًا بالكوميديا النابعة من المشهد ذاته.
وقد طلب المخرج الكبير أحمد توفيق من الممثلين أن يتصرفوا بطبيعتهم ويرتجلوا، وكان وقت تصوير المشهد هو نفس وقت بريك الممثلين، فكانوا بالفعل جائعين، فأكلوا بالفعل من «البوفيه»، الذى أحضر كل فرد من فريق العمل جزءًا من الأطعمة المقدمة به، ولم يكن من إعداد مطعم، وأحضرت الفنانة حنان ترك الديك الرومى، وجاءت جملة عبلة كامل الشهيرة: «كل انت يا عبده مالكش دعوة بيهم»، وهى جملة كانت تفصيلة من تفصيلات عبلة كامل التى أضافتها للمشهد، فظهر مشهد الفرح غير متكلف مثل أفراح الطبقة المتوسطة فى تلك الفترة، فوصل لوجدان المشاهد ببساطة.
كما ربطت الصداقة والأخوة أبطال العمل، وكانت كواليس العمل مليئة بالحب، وفى أحد الأيام أخبرتهم الفنانة القديرة عبلة كامل أنها ستحضر لهم الغداء، وأخذت لذلك إجازة اليوم السابق ليوم العزومة، ليفاجأوا جميعًا بتحضيرها جميع أنواع الباذنجان، حتى إنهم أكلوا وناموا وتركهم المخرج أحمد توفيق نائمين، وهكذا كانت كواليس المسلسل مثله بسيطة، جميلة، ودودة، وكان المسلسل يعرض حياة أسرة مصرية صميمة بكل تفاصيلها فأحببناه جميعًا.. ومازلنا