الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
تمر هذه الأيام ذكرى وفاة المخرج العالمى يوسف شاهين، الذى ترك بصمة لا تُنسى فى تاريخ السينما المصرية.. كانت الأزمة الصحية التى تعرض لها قبل وفاته، وأصابته بنزيف فى المخ، صدمة للجميع، فلقد نُقل إلى مستشفى الشروق بالمهندسين، وكانت حالته متأخرة جدًا، وكما حكى لى والدى ممدوح الليثى، الذى كان متواجدًا هناك، أن الجميع التف حول ابن شقيقته الأستاذ جابى خورى وهو يقوم بإجراء اتصالات بفرنسا.
حيث المستشفى الأمريكى ليرسل لهم تقريرًا طبيًا عن حالته، موقعًا من طبيبه المعالج بمستشفى الشروق، ثم تلقوا بعدها بنصف ساعة رسالة من المستشفى الأمريكى يرحب بحضور المخرج العالمى يوسف شاهين إلى المستشفى فورًا، ليتنفسوا جميعًا الصعداء، ليقوم جابى خورى بالاتصال بشركة الطيران الألمانية لحجز طائرة طبية مجهزة تحضر بعد ثلاث ساعات لنقل يوسف شاهين، وأثناء هذه الاتصالات كان داخل غرفة العناية المركزة بجوار سرير يوسف شاهين الفنانتان يسرا وحنان ترك تبكيان أستاذهما.. ليتوفى يوسف شاهين، فجر الأحد، 27 يوليو 2008، وقد ذكر المخرج خالد يوسف أن الأستاذ يوسف شاهين قد أوصاه بأن يقام له عزاء فى جامع عمر مكرم على صوت الشيخ محمد رفعت، وناقشه فى ذلك أمام ابن شقيقته المنتج جابى خورى، الذى لم ينزعج وقال له: «اعملوا العزاء فى عمر مكرم، وأنا سأقيم العزاء فى الكنيسة».
ويروى الأستاذ خالد يوسف أنه تحدث مع إدارة جامع عمر مكرم الذين اندهشوا وقالوا: «أليس يوسف شاهين مسيحيًا؟!» فقال: «نعم»، ووصلوا أن الأمر يحتاج لإذن وموافقة من الجهات الأمنية، وجاء الرد له: «انسى الموضوع، غير مسموح بعمل بلبلة.. المسيحيين والمسلمين هايعترضوا والموضوع هايكبر».. واتصل بوالدى الأستاذ جابى خورى، ومعه الأستاذ خالد يوسف، يبلغانه بصفته نقيب السينمائيين بأن العزاء سيكون باكرًا فى كنيسة الكاثوليك بشارع الظاهر، وسيتم الدفن فى مقابر الأسرة بالإسكندرية، وسأل الأستاذ جابى خورى والدى ممدوح الليثى أى مكان أفضل أن تتم فيه ليلة المأتم: فناء دار الأوبرا المصرية، أم فناء مدينة السينما بالهرم، حيث يقبع جهاز السينما، والذى يضم عدة استديوهات من أهمها استديو النحاس الذى صور فيه المخرج الكبير أغلب أفلامه؟
وبدون تردد اختار والدى فناء مدينة السينما، وأيده فى ذلك الكاتب الكبير وحيد حامد الذى كان معه على خط التليفون.. ليقام السرادق فى فناء مدينة السينما، وعُرضت فى الخلفية مقاطع من أفلامه التى كانت تجسيدًا لأفكاره وفلسفته فى الحياة، والتى بلورها فى الجملة التى أوصى بكتابتها على قبره: «لا يهمنى اسمك، لا يهمنى عنوانك، لا يهمنى لونك ولا ميلادك.. يهمنى الإنسان ولو ملوش عنوان».