كان هذا هو اللقاء الأخير بينهما فلم يخرج أستاذنا نجيب محفوظ من المستشفى إلا جثمانًا ملفوفًا فى علم مصر.. ارتبط والدى ممدوح الليثى وأستاذنا نجيب محفوظ ارتباطاً وثيقاً وكان مشوارهما معًا حافلًا بالنجاحات والعقبات التى واجهاها، فقد كان والدى صاحب النصيب الأكبر فى تحويل قصص أستاذنا نجيب محفوظ إلى أفلام سينمائية أصبحت من أبرز وأهم الأفلام فى تاريخ السينما المصرية مثل فيلم «ثرثرة فوق النيل» و«الكرنك» و«ميرامار» و«المذنبون» وغيرها من الأفلام، وكانت كلها أفلاما جريئة فى الأفكار التى تطرحها وتناقشها إلى الحد الذى جعل بعض هذه الأفلام ممنوعة من العرض حتى يوافق عليها رئيس الجمهورية شخصيًا، فعلى سبيل المثال فى فيلم «ميرامار» وبسبب جملة نُطقت على لسان الفنان الكبير يوسف وهبى الذى كان يقوم بدور الإقطاعى طلبة بيه مرزوق فى الفيلم ـ وهى طظ فى الاتحاد الاشتراكى- والعديد من الملاحظات الأخرى التى دونتها السيدة اعتدال ممتاز أثناء مشاهدتها للفيلم بنفسها بمبنى الرقابة على المصنفات الفنية بشارع سليمان باشا، وفى نهاية عرض الفيلم أعلنت السيدة اعتدال ممتاز قرارها وهو رفض الفيلم بالكامل. لجأ وقتها والدى الأستاذ ممدوح الليثى وعمى المنتج جمال الليثى والمخرج الكبير كمال الشيخ إلى الأستاذ حسن عبدالمنعم، وكيل أول الوزارة، وللوزير، وكان الرد الوحيد هو أن هذا الفيلم لا يستطيع أحد التصريح بعرضه غير الرئيس جمال عبدالناصر.. وبعد العديد من العقبات استطاعوا الحصول على تصريح بعرض الفيلم من الرئيس جمال عبد الناصر، وتكرر ذلك الموقف فى أفلام أخرى لهما. رحم الله أستاذنا الكبير نجيب محفوظ ووالدى الحبيب ممدوح الليثى.