لا يمر شهر يونيو من كل عام إلا ونتذكر مولد نجمة أثرت السينما المصرية بالعديد والعديد من الأفلام، وتركت بصمة لا تمحى وكان لها تاريخ حافل ومشرف بالسينما المصرية، هي الفنانة الكبيرة زبيدة ثروت رحمها الله التي تشرفت بأنها اختصتنى بالظهور معى رغم امتناعها عن الظهور الإعلامى لفترة طويلة منذ اعتزالها الفن. كانت إنسانة جميلة ورائعة انسابت ذكرياتها من بين شفتيها بشكل عفوى وتلقائى.. تتمتع بقدر كبير من الصراحة والوضوح والاحترام لذاتها وللاخرين، كما تمتعت حتى آخر أيامها بجمالها اللافت الذي حباها الله به.. توجت ملكة جمال فتيات في الخمسينات وكما قالت لى فكانت مدرستها «أبلة نعيمة» تحبها حبًا جمًا وتحب أن تنظر لها دائمًا حتى يرزقها الله ببنت تشبهها، وهى من طلبت منها أن تاتى لها بصورة لها وقدمتها لمجلة الجيل التي كانت تقيم مسابقة أجمل فتاة في الشرق وأرسلت صورة زبيدة ثروت لهم لتفوز بالمسابقة، وفى نفس الوقت ونفس التوقيت كما روت لى الفنانة الكبيرة زبيدة ثروت أجرت مجلة الكواكب مسابقة أجمل 10 وجوه للسينما وكانت هي والفنانة الكبيرة تهانى راشد من ضمن المترشحات ليطلبها فورًا الفنان الكبير يحيى شاهين للتمثيل معه إلا أن والدها الذي كان يرافقها كظلها على حد قول الفنانة زبيدة ثروت رفض أن تقوم بالتمثيل أثناء الدراسة وطلب تأجيل ذلك لفترة الإجازة بالصيف ليوافق فورا يحيى شاهين، وطلب أن تمثل معه في فيلمين.. بالصدفة كان الاستاذ حسين حلمى المهندس يعمل فيلم الملاك الصغير ورأى صورة نشرتها مجلة الكواكب لعيون زبيدة ثروت فقط دون باقى ملامح الوجه، ليأتى بيحيى شاهين ويقول له تجيبولى صاحبة العيون دى تخينة رفيعة قصيرة مش مهم المهم عاوز صاحبة العيون دى تمثل في الفيلم، وشاركت في فيلم الملاك الصغير مع يحيى شاهين وشادية وعبدالحليم حافظ وكان ذلك هو اللقاء الأول بينها وبين عبدالحليم حافظ. ومن ذكريات الفنانة زبيدة ثروت عن هذا الفيلم قالت لى إنها كانت سعيدة للغاية ولا يشغل بالها شىء سوى فرحتها أنها كبنت ستلبس فستان سواريه وكعب عالى للمرة الأولى في حياتها وروت لى كيف وأنها تجلس في أحد مشاهد الفيلم على الفوتيه وجدت المخرج محمد كريم يصرخ: «انتم جايبينلى برنسيسة؟!» ليحتد عليه والدها ويقول له طبعا برنسيسة وبنت برنسيسة لتبكى زبيدة ثروت متأثرة بأسلوب محمد كريم، لتصالحها شادية وتطيب خاطرها وصرحت لى بأنها تنحدر من أصول ملكية، فكما قالت لى: أنا جدى لأمى السلطان حسين كامل، لكن بابا كان يخفى ذلك لأنه كان خايف علىّ بعد ثورة 52، وقتها كنت قاصر معرفش حاجة، وبابا هو اللى كان بيوقع العقود السينمائية