رغم أن الحدث الرئيسى تم طرحه في أولى الحلقات لتأتى الحلقات في النهاية، فيزداد إيقاعها ونشعر أن هناك حلقات يجب أن يتم اختصارها.. فعلينا إذًا أن نعود إلى الطريق القديم الذي سلكه والدى- ممدوح الليثى، رحمه الله- بأعمال قطاع الإنتاج، وهو أن تكون الدراما متناسبة مع عدد الحلقات، فهناك أعمال تقدم في سبع حلقات تسمى سباعية، وهناك مسلسلات من عشر حلقات وخمس عشرة حلقة.. وإذا وجدت المسلسلات الطويلة المليئة بالأحداث التي تستحق ثلاثين حلقة فلا مانع حينها. ولو تذكرنا مثلا أن مسلسل «رأفت الهجان» الجزء الأول كانت حلقاته خمس عشرة حلقة، ومع ذلك حقق نجاحا جماهيريا كبيرا، كذلك حلقات مسلسل «ليالى الحلمية» الجزء الأول كانت خمس عشرة حلقة فقط، وهما عملان كبيران، لكنهما لم يصلا إلى ثلاثين حلقة، وأُنتجت لهما أجزاء ثانية وثالثة لأن القماشة الدرامية كبيرة، وتستوعب حلقات أكثر.. واستطاع والدى، ممدوح الليثى، وقطاع الإنتاج بهذه التوليفة تقديم أعمال خالدة في تاريخ الدراما المصرية، وتجاوز في منافسته الكثير من شركات الإنتاج الخاصة الكبيرة، التي ما لبثت أن أوصدت أبوابها بعد فشلها في مجاراة قطاع الإنتاج بأعماله المميزة وإنتاجه الوفير، والذى تجاوز (1500) ساعة.. مما حفظ للفن المصرى ريادته وشموخه وتفوقه على جميع الأسواق العربية.. وكان والدى، ممدوح الليثى، حريصا على اختيار النصوص بنفسه والاتصال بالروائيين الكبار والإسراع في التعاقد معهم ومع كتاب السيناريو المميزين، وكانت عيونه اللاقطة تميز بين الصالح والطالح.. وبفضل تميز الأعمال الدرامية في عهده، استطاع أن يجتذب الكفاءات الموهوبة وأن يمنحها التقدير الأدبى والمادى.. ويشجعها على حرية التعبير.. والجرأة في تناول موضوعات وقضايا جسورة.