الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ. السَّمِيعُ الْبَصِيرُ.» صدق الله العظيم هلت علينا ذكرى ليلة الإسراء والمعراج فى وقت نحن فى أمس الحاجة فيه إلى الأمل والصبر وهذه الذكرى العطرة على الرغم من مرور أكثر من أربعة عشر قرنا عليها إلا أنها لا تزال عامرة بالدروس والعبر التى نتعلم منها حتى الآن فمن منا لا يواجه محنا أو ابتلاءات فى حياته ولكن الخط الفيصل بين كل شخص وآخر هو مقدار صبره وتقوى الله فى هذه الابتلاءات فألا بالصبر تبلغ ما تريد.. وبالتقوى يلين لك الحديد ولنا فى رسولنا الكريم أسوة حسنة فمنحة الإسراء والمعراج جاءت من رحم محن كثيرة تعرض لها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وصبر عليها فكرمه الله سبحانه وتعالى بمنحة ربانية خاصة به تكريماً له على ما كابده من مشقة ومعاناة وحزن وابتلاءات متتالية، فكانت منحة رحلة الإسراء والمعراج حيث أسرى به من مكة إلى المسجد الأقصى برفقة أمين الوحى جبريل عليه السلام ثم عرج به إلى السماء وكانت هذه الرحلة كأنها رسالة من المولى عز وجل: إن لم يكن أهل الأرض يعلمون قدرك، فتعال إلينا لتعرف قدرك بين أهل السماوات السبع جاءت هذه الرحلة المباركة للنبى صلى الله عليه وسلم فى عام الحزن ذلك العام الذى كان يعانى فيه رسولنا الكريم أشد المعاناة من فقد زوجته السيدة خديجة، وهى كانت له السند والعون والدعم والسكن والرحمة والمودة وكانت هى ما تداوى ما يلقاه من مشقة فى سبيل الدعوة كما فقد درعه الخارجية عمه أباطالب الذى كان يسانده ويؤازره وينصره. وضاقت الأرض برسول الله عليه الصلاة والسلام نظراً لما لاقاه من تكذيب ومقاومة من المشركين واشتداد إيذائهم له حتى وصلوا فى إيذائهم له إلى حد تدبير محاولات لقتله ولشدة اضطهاد كفار قريش للرسول الكريم وأصحابه فكر رسول الله أن يخرج ليدعو بلداً آخر إلى الإسلام ويطلب نصرة أهله وتأييدهم فذهب إلى الطائف عله يجد هناك من يسمع كلمة الحق ولكنهم لم ينصروه بل طردوه وعذبوه، وصبر نبينا الكريم على ما لا يطيقه بشر، وعندما عاد إلى مكة كان حزينا حزناً شديداً فكرمه المولى عز وجل بهذه المنحة الربانية.. وهى عبرة لنا وتذكرة وبشرى للصابرين.