من منا لا يحبه ولا يحب أفلامه التى لا تزال قادرة على إضحاكنا إلى الآن؟.. الفنان الكبير إسماعيل ياسين الذى ينتقل حبه إلينا جيلا بعد جيل وكان له مجموعة من الأفلام المميزة التى حملت اسمه وتلك المجموعة تحديدًا قام بإنتاجها وصاحب فكرتها عمى المنتج جمال الليثى، هذه الأفلام التى بدأت بـ«إسماعيل ياسين فى الجيش، إسماعيل ياسين فى الطيران، إسماعيل ياسين بوليس حربى، إسماعيل ياسين بوليس سرى، إسماعيل ياسين فى البحرية»، وكانت مرتبطة بالجيش وكان الأستاذ جمال الليثى مستشرفًا للواقع السينمائى بشكل كبير عندما اختار هذا الفنان المحبوب والموهوب الذى يتمتع بشعبية طاغية فى الشارع المصرى فى ذلك الوقت لتأدية دور البطولة لتلك المجموعة من الأفلام وكان معجبًا بشدة بفكرة الفنان الإنجليزى نورمان ويزدوم الذى قدم مجموعة من الأفلام تحمل اسمه «نورمان فى الجيش، نورمان فى الأسطول، نورمان فى البوليس».. فقرر أن يسند للفنان الكوميدى إسماعيل ياسين دور البطولة فى مجموعة أفلام تتحدث أولًا عن إعلاء الإنسان المواطن المصرى البسيط بعد ثورة ٥٢، ثانيًا كان هدف جمال الليثى فى إنتاج هذه الأفلام، بخلاف ذلك، هو تعظيم شكل القوات المسلحة، لكن بأسلوب غير مباشر، وأؤكد هنا بأسلوب غير مباشر، فكانت الخلفية فى العمل الدرامى الإعلاء والتركيز على التطور الواقع فى القوات المسلحة فى تلك الفترة العظيمة من تاريخ مصر، وبالتأكيد كانت إدارة التوجيه المعنوى التى كان يتولاها من قبل عمى جمال الليثى، تقدم العون والمساعدة لتلك الأفلام، خصوصًا بعد نجاحها نجاحًا باهرًا، وكانت هذه الأفلام لمن يراها فرصة للابتسامة والضحك لأن من يقوم بأدائها بطل من آحاد الناس، وفى الوقت نفسه نجد أن النسيج السمعى البصرى الدرامى يعطى انطباعات إيجابية عن البحرية وعن الطيران وعن الجيش وعن البوليس أيضًا فى تلك الفترة المهمة من تاريخ مصر. استمرت هذه الأفلام وحققت نجاحًا كبيرًا وكانت تكلفتها بسيطة. أذكر أن تكلفة الفيلم الواحد لم تكن تتجاوز أربعة عشر إلى ستة عشر ألف جنيه على أكبر تقدير ممكن فى ذلك الوقت، وهذه التكلفة ليست بالكبيرة لكنها كانت تحقق مردودًا إعلاميًّا جيدًا ومردودًا للقوات المسلحة جيدًا وأيضًا مردودًا تجاريًّا لمنتجى هذه الأفلام. تشارك الأستاذان جمال الليثى ورمسيس نجيب فى إنتاج بعض هذه الأفلام وبعضها أنتجه جمال الليثى منفردًا، مثل «إسماعيل ياسين بوليس حربى، وإسماعيل ياسين بوليس سرى، وإسماعيل ياسين فى الجيش، وإسماعيل ياسين فى الطيران»، ومن ثم نجد أن تقديم هذه الأفلام كان بمثابة نقلة جديدة فى نوعية الدراما السينمائية البسيطة التى تمس المواطن البسيط والتى جسدها الراحل العظيم إسماعيل ياسين.