الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
يصادف أمس 2 نوفمبر 2023 الذكرى 106 لصدور الوعد المشؤوم لوزير الخارجية البريطانى الأسبق «أرثر بلفور»، بتاريخ 2 نوفمبر 1917م، والذى تعهد فيه بدعم الحكومة البريطانية إقامة وطن قومى لليهود فى فلسطين. وكان هذا الوعد بمثابة الشرارة التى أشعلت الصراع العربى الإسرائيلى، وتسببت فى معاناة الشعب الفلسطينى على مدار عقود. وهذه المناسبة لا تزال تشكل علامة قاتمة فى التاريخ والذاكرة والضمير الإنسانى، وانتكاسة لقيم الحرية والعدالة والشرعية الدولية وإجلال وتقدير صمود الشعب الفلسطينى الحر وثباته وتضحياته على امتداد عشرات السنوات، ويجب على جميع بلدان العالم الحر غير الأسير لأمريكا وإسرائيل الدعم الكامل لنضال الشعب الفلسطينى العادل من أجل استعادة حقوقه الوطنية المشروعة.
وأؤكد إدانتى هذا التصريح المشؤوم، الذى يُعتبر انتهاكًا صارخًا لحقوق الشعب الفلسطينى، والذى تسبب فى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وإقامة دولة إسرائيل على أرضهم، واستمرار الصراع العربى الإسرائيلى حتى يومنا هذا. وتأتى هذه الذكرى الأليمة فى ظل ما تشهده الأراضى الفلسطينية، وخصوصًا فى قطاع غزة، من تصاعد وتيرة أعمال القتل، والإرهاب المنظم، والتهجير، والتدمير المتعمد للمبانى السكنية والمدارس والمستشفيات وأماكن العبادة والبنية التحتية، وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التى يرتكبها الاحتلال الإسرائيلى، وأجدد دعوتى للمجتمع الدولى، فى هذه الذكرى المشؤومة، إلى تصحيح هذا الظلم التاريخى، وتحمل مسؤولياته فى إنهاء الاحتلال الإسرائيلى، وتمكين الشعب الفلسطينى من استعادة حقوقه المشروعة، بما فى ذلك حقه فى العودة وتجسيد إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، فى إطار تحقيق رؤية حل الدولتين استنادًا إلى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية، وعاشت فلسطين حرة أبية.
أما عن المشهد الإعلامى العالمى بين توجه داعم ومخترق للقواعد الصحفية ومهنية حائرة، إنّ الحرب الجارية فى الأراضى المحتلة تشهد واحدة من أعنف الهجمات التضليلية فى عصرنا الحالى؛ مستهدفة المقاومة والشعب الفلسطينى، وهو ما يترجم فى أخبار زائفة كثيرة تتناقلها وسائل الإعلام الغربية، وبلغ من انتشارها وتضليلها أنها استطاعت أن تخترق الجدار إلى صانعى القرار ورؤساء الدول.
سأتحدث هنا كأكاديمى، وسأحاول أن أنحّى الجانب الوطنى والعربى الذى يتملكنى جانبا، كى أدلى برأى علمى فى مشهد إعلامى لا يرقى إلى المهنية ولا إلى الأخلاقيات التى تعلمناها وتحكمنا.. ولم تسع المساحة حاليًا وسوف أكتب عنها بالتفصيل الأسبوع القادم.