هناك أشخاص يمرون فى حياتنا يتركون بصمة لا تنسى، منهم أستاذى المخرج العظيم الكبير محمد رجائى، رحمه الله، فهو رائد من رواد التليفزيون المصرى الذى أعتبر أنا شخصيا من تلاميذه وعملت تحت رئاسته منذ أكثر من واحد وثلاثين سنة، فكنت مخرجا بالقناة الثالثة تحت رئاسة المخرج الكبير محمد رجائى، وتعلمت الكثير من الخبرات الإعلامية من خلال التعامل معه بالتليفزيون المصرى.. له العديد من الأعمال المتميزة والبصمات التى تركت أثرها فى ماسبيرو، ومن هذه الأعمال فوازير (عمو فؤاد) وخلال لقائى معه تحدث معى عن ذكرياته مع فوازير عمو فؤاد وذكرياته مع الفنان الكبير الأستاذ فؤاد المهندس والتى كانت قبل الفوازير، وترجع علاقتهما، كما روى لى، إلى أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات عندما كان الأستاذ محمد رجائى بالجامعة فى كلية تجارة وكان الأستاذ فؤاد المهندس المسؤول والمشرف على النشاط الفنى لكليات جامعة القاهرة فكان بيزور كل كلية وتُعرض الأعمال الفنية الموجودة عليه ويختار المسرحيات والمخرجين فكان له دور كبير فى العمل الفنى فى الجامعات فى ذلك الوقت وعلى حد قول الأستاذ محمد رجائى أنه كان إلى حد ما بيميل لكلية تجارة أكثر لأنه كان أحد خريجيها، ومن هنا بدأ العمل بين الفنان الكبير فؤاد المهندس والمخرج العظيم محمد رجائى، أما رحلتهما معاً خلال فوازير عمو فؤاد فبدأت كما روى لى المخرج الكبير محمد رجائى فى أوائل الثمانينيات عام 1980 وكانت الفكرة فى عقل الأستاذ فؤاد المهندس ويحتاج أن ينفذها على أرض الواقع وكان الأستاذ محمد رجائى فى ذلك الوقت مسؤولا عن برامج الأطفال فى التليفزيون،
وعندما علم الأستاذ فؤاد المهندس بذلك ذهب له وقاله «يا رجائى إيه رأيك؟ أنا عندى فكرة عايز أعمل حاجة للأطفال فعايز مثلا أتكلم عن طير من الطيور وأوصفه وأجيبه قدام الأطفال إذا كان حى أو متحنط وبعدين فى الآخر نسأل معلومة عن الطيور دى موجودة فى أى بلد وحاجات زى كده».. فرد عليه الأستاذ محمد رجائى «فكرة كويسة انك تدى معلومة وتاخد من الولاد معلومة، بس حضرتك عارف ان الولاد بتحب الحواديت والحكايات ماتيجى نخلى فيها حدوتة عشان الولاد يتابعوا باستمرار» وعجبت الفكرة الأستاذ فؤاد المهندس وقاله «فكرة كويسة تعرف حد ممكن يكتبها بالشكل ده؟ فرد الأستاذ محمد رجائى إنه مايعرفش حد بيكتب دراما للأطفال بس الحل نشوف الناس اللى سبقونا فى الحاجات دى زى أبلة فضيلة نروح نزورها ونشوفها وهى ليها علاقة بالكتاب وترشحلنا حد وفعلا ذهبوا وقابلوا أبلة فضيلة وهى من اقترحت عليهم الراحل الأستاذ مصطفى الشندويلى، وهذا كان بداية العمل، فبمجرد ما أطلعوه على الفكرة لم يتوقعوا أن يستوعبها بهذه السرعة ويبدأ ايضا يعملها بشكل لم يتوقعوه هم أيضا فطورها وأصبحت الفكرة متكاملة من الأستاذ فؤاد المهندس والأستاذ محمد رجائى والأستاذ مصطفى الشندويلى، رحمة الله عليهم جميعاً، وطلعت الفكرة بالشكل الذى شاهدناه وكانت أول فوازير فى سلسلة فوازير عمو فؤاد هى «عمو فؤاد رايح يصطاد». رحم الله المخرج الكبير محمد رجائى مخرج فوازير «عمو فؤاد».