الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
ما أجمل أن يشعر الإنسان أن هناك من يهتم له ولأمره، وأنه ليس وحيداً فى هذه الدنيا، وها نحن اليوم نحتفل باليتيم، ونقول له إنه ليس وحيداً، فكلنا أهله، وكلنا له الأب والأم، فلقد أوصانا المولى- عزوجل- ورسولنا الكريم- صلى الله عليه وسلم- بإكرام اليتيم، فيقول المولى- عزوجل: «لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِى الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينَ…»، فإكرام اليتيم هو فرصة لنا أن نفوز برضا الله- سبحانه وتعالى- فنحن فى الحقيقة من نحتاجهم، وليس هم..
وبالتأكيد باب الخير هذا ليس محددا له موعد معين، فهو أمامنا طوال أيام العام وطوال أيام عمرنا، ونتمنى أن يتم إكرام اليتيم والاهتمام به ورعايته طوال العام، وليس يوماً أو أسبوعاً فى السنة، فالطفل اليتيم شأنه شأن أى طفل آخر كالنبات الذى يحتاج إلى رعاية دائمة حتى يزهر، ويزدهر، ولكن الطفل اليتيم يحتاج إلى عناية ورعاية أكبر من القائمين عليه ومن كل فرد فى مجتمعه، فهو مسؤولية نتشارك بها جميعاً، فالرعاية الصحية والنفسية للطفل اليتيم تعتبر من العوامل المهمة للتنشئة الصحيحة له ومن خلال العمل الميدانى والزيارات لدور الأيتام نجد أن هؤلاء الأطفال متعطشون للجو الأسرى ولضمة صدر حنون يحنو عليهم، يخفف عنهم فقْد الوالدين، ويجعلهم يشعرون بالأمن النفسى والاجتماعى فى خضم هذه الحياة التى وجدوا أنفسهم فيها، دون أب أو أم، وهم بلا شك درع الحماية لأبنائهم، كذلك حثنا ديننا الحنيف على الاهتمام بتربية اليتيم ورعايته ومعاملته وضمان سبل العيش الكريمة له، حتى ينشأ عضواً نافعاً فى المجتمع قال- تعالى: «فَأمَّا اليَتِيم فَلاَ تَقهَر»، أى لا تذله وتنهره وتهيه، ولكن أحسن إليه وتلطف به، وكن لليتيم كالأب الرحيم. ولقد كان- صلى الله عليه وسلم- أرحم الناس باليتيم وأشفقهم عليه حتى قال حاثاً على ذلك: «أنا وكافل اليتيم فى الجنة هكذا»
وأشار بالسبابة والوسطى، وفرج بينهما شيئاً، فسبحان العلى القدير الذى جعل اليتيم سبباً فى دخول ناس كثيرين الجنة، وليس دخول الجنة فقط، بل ملازمة النبى- صلى الله عليه وسلم- وأى منزلة أرفع وأشرف من ذلك، فليسارع كل منا إلى هذا الخير من حولنا، ولنسعد قلوباً صغيرة أدماها الحزن باكراً.