الرئيسية
البرامج
برنامج رمضان المصري
برنامج مولانا
برنامج أبواب الخير
المقالات
من هو عمرو الليثي
الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
غاضبون وغاضبات
قناة الموقع على اليوتيوب
يتصدر الغضب وسرعة الانفعال قائمة العوامل المسببة للاضطرابات النفسية والتشوش الذهنى وإهدار طاقات الناس النفسية والبدنية، وهو أيضاً من أهم أسباب اختلال التوافق واللياقة النفسية والاجتماعية، فالغضب لا يفرز إلا الضغينة والحقد، وهو نار تحرق العقل وتسحق البدن وتصيبه بأمراض لا حصر لها.. والغضب كله مذموم، إلا فى حالات محدودة يكون محموداً، وهى أن يكون الغضب لوجه الله تعالى، أى أن أغضب لله وللحق، وأغضب أن تنتهك حرمة من حرمات الله، أما ما بعد ذلك فهو الغضب المذموم. والإنسان الغضوب هو الخاسر الأكبر من غضبه،
لأن الغضب يرتد عليه بالعواقب الوخيمة، والغضب يولد الغيظ الذى هو سبب للشرور، وقد وعد الله، سبحانه وتعالى، الكاظمين الغيظ بالمغفرة والجنة ونعيمها، قال الله عز وجل «وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِى السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ» صدق الله العظيم.. ويقول رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم «من أتاه أخوه متنصلاً فليقبل ذلك منه محقاً كان أو مبطلاً، فإن لم يفعل لم يَرِد علىّ الحوض».. أى أن من يرفض مصالحة إنسان جاءه معتذراً سواء بعذر صادق أو كاذب، لن يروح رائحة الجنة.. فيجب علينا أن نكظم غيظنا ونتعلم أن نعفو عن بعضنا،
حتى يعفو الله عنا، فأثقل ما يوضع فى ميزان العبد يوم القيامة جرعة غيظ يتجرّعها الإنسان وهو قادر على إنفاذها، وهذا هو جزاء العفو عند المقدرة، وعلاج الغضب فى متناول أيدينا جميعاً، وهو ذكر الله سبحانه وتعالى والاستعاذة به من الشيطان الرجيم، فالغضب من الشيطان، والشيطان من النار، والنار تطفأ بالماء، أى بالوضوء، فالسيطرة على الغضب أمر بسيط وهين، وكذلك كل مشاكل حياتنا التى من الممكن أن نتغلب عليها بالتمسك بالمنهج الربانى الذى كلما ابتعد عنه الإنسان تعب وضل، وكلما اقترب منه الإنسان استراح، فمن اعتمد على عقله ضل، ومن اعتمد على ماله قل، ومن اعتمد على جاهه ذل، ومن اعتمد على الله فلا ضل ولا قل ولا ذل. فليكن اعتمادنا على الله.. فإذا أنزلت همومك بالله زالت، وإذا أنزلتها بالناس زادت، فسبحان الله العلى العظيم.