نعم، فرضا الوالدين من رضا الله عز وجل، وقد قرنه الله تعالى بتوحيده، فقال تعالى: «وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً»، والأم مقدمة على الأب فى البر وحسن الصحبة، فلقد جاء رجل إلى النبى، صلى الله عليه وسلم، فقال: من أحق الناس بحسن صحابتى؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك. فالبر بالوالدين طريق الإنسان الأقرب إلى الجنة، كما أن عقوقهم من أكبر الكبائر، وقد أمر الله بمصاحبة الوالد فى الدنيا بالمعروف وإن كان مشركاً. قال تعالى «وَصَاحِبْهُمَا فِى الدُّنْيَا مَعْرُوفاً»، وعلينا جميعاً أن نتذكر أن الأم قد صبرت علينا كثيراً فى حملها لنا وتربيتنا والسهر علينا، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان، ولتحذروا من التقصير فى حقها وبرها، فإن رضا الله سبحانه من رضاها وسخطه فى سخطها، قال النبى صلى الله عليه وسلم: رضا الله من رضا الوالد، وسخط الله فى سخط الوالد، وها هى ذى الفرصة سانحة لكل ابن ضل عن طريقه أن يراجع نفسه، ويعود إلى الطريق الصحيح، فالأيام المباركة التى نعيشها لهى فرصة عظيمة لنبذ الخلافات وفتح صفحة جديدة مع النفس ومع الغير، وكل عام وأنتم بخير.