الرئيسية
البرامج
برنامج رمضان المصري
برنامج مولانا
برنامج أبواب الخير
المقالات
من هو عمرو الليثي
الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
عمريات
قناة الموقع على اليوتيوب
إن عمر بن الخطاب هو ذلك الرجل الرحيم القوى الشجاع، الذى انتصر بدينه فى الحياة الدنيا.. لذلك أول شىء فعله سيدنا عمر بن الخطاب، لكى يرسى مفهوم الأخلاق، هو إيجاد وظيفة أخلاقية للحكومة، فتكون الحكومة قدوة فى الاجتهاد والأمانة.. الشىء الثانى من إحدى وسائل إثراء المنظومة المجتمعية للأخلاق.. وهو أنه كان يقول للناس لا تقيّموا أحداً إلا بأخلاقه، فلا يعجبنك طنطنة الرجل، أى الكلام فى الدين بدون عمل، ولكن من أدى الأمانة، وكفّ عن أعراض الناس، فهو الرجل، فلا يغرنك صلاة امرئ ولا صيامه، ولكن انظروا، إذا ما حدّث صدق وإذا اؤتمن أدّى وإذا أشفى ورع، فلا تنظروا صلاته ولا صيامه، ولكن انظروا إلى عقله وصدقه، لا دين لمن لا أمانة له.. فإذا رأيناكم، فأحبكم إلينا أحسنكم أخلاقا.. فإذا عاملناكم، فأحبكم إلينا أعظمكم أمانة وأصدقكم حديثاً.. جاء أحد الأشخاص لسيدنا عمر، وقال له: يوجد شخص أريد أن أصفه لك، ولابد أن تعينه وزيراً، لأنه أفضل شخصٍ، فقال له سيدنا عمر: هل عاملته فخبرت بحقيقته؟
فقال لا.. هل سافرت معه فإن السفر محك الرجال؟ قال لا.. هل كنت جاره فرأيته على حقيقته؟ قال لا.. قال لعلك رأيته يخفض رأسه ويرفعها فى المسجد، فقلت عنه رجلاً طيباً.. فلا تقيم الناس بالعبادات وإنما بالأخلاق.. أما بالنسبة للعلم فسيدنا عمر بن الخطاب نشر العلم الوسطى، وجعل الناس تدرك أن وقود الحضارة هو العلم.. فنشر العلم الوسطى، بأن قام بإنشاء عدد من المدارس فى الكوفة والبصرة والشام ومصر ومكة والمدينة… كل مدرسة تكون مدرستين، مدرسة حياتية ومدرسة شرعية، وجعل على كل مدرسة صحابياً من الصحابة، الذين شربوا من النبى، أى من المشرب النبوى الوسطى.. فكان سيدنا عمر يقول: تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشية، ومذاكرته تسبيح وطلبه عبادة، والبحث عن العلم جهاد فى سبيل الله، وهو الأنس فى الوحشة والصاحب فى الخلوة، وهو السلاح على الأعداء والدين عند الأجلاء..
كان سيدنا عمر يفعل ثلاثة أشياء لكى يعلم الناس أن العبادة هى أساس الدين، لكن المهم المعاملات والأخلاق. أولاً: نصيحة مستمرة والاطمئنان على صلوات الناس، ثانياً: توفير جو إيمانى للدروس فى المساجد من العلم الوسطى العميق، ثالثاً: أن يكون قدوة فى نفسه.. فكان يقول أول ما أسألكم عليه هو الصلاة، فإن حفظتموها، فأنتم لما دونها أحفظ، ومن ضيعها فهو لمن سواها أضيع، وكان يقول: إنى أخاف أن أنام بالنهار، فأضيع حق الرعية، وأخاف أن أنام بالليل فأضيع حق ربى، كما أنه كان إذا وضع فى محنة يجمع الناس ويقوم بالدعاء