بمناسبة اليوم العالمى للغة العربية وفى ضوء اهتمام الدولة المصرية وقياداتها بتعليم أبنائنا فى المدارس بكافة مخرجاتهم التعليمية سواء كان تعليمًا حكوميًّا أو خاصًّا أو دوليًّا كان لزامًا أن نناقش ملف اللغة العربية فى عيدها.. تاريخيًّا، أُدرجت اللغة العربية كلغة سادسة عام ١٩٧٣، ضمن اللغات الست المعمول بها فى أروقة الأمم المتحدة، وبات الاحتفاء بها يوم ١٨ ديسمبر من كل عام.
تحتل اللغة العربية مكانة متميزة فى العالم الإسلامى، حيث ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالإسلام فهى لغة القرآن… مع ذلك، يختلف وضع اللغة العربية من بلد إلى آخر فى العالم الإسلامى بناءً على عوامل ثقافية، تعليمية، تراثية واجتماعية.
وتُعتبر اللغة العربية رمزًا أساسيًّا للدين والثقافة فى العالم الإسلامى، ولكنها تواجه مجموعة من التحديات التى تتطلب جهودًا مستمرة للحفاظ على مكانتها. يتطلب تعزيز استخدام العربية فى مختلف المجالات، بما فى ذلك التعليم والإعلام، تنسيقًا بين الدول والمنظمات، وتطوير المناهج ورفع مستوى إلمام الأجيال الجديدة بلغتنا الجميلة. تتضافر هذه الجهود لحماية اللغة وتعزيز حضورها، مما يساهم فى الحفاظ على هويتنا الثقافية والدينية فى المجتمعات الإسلامية.
ومن التحديات التى تواجه اللغة العربية فى الحفاظ على مكانتها انتشار اللغات الأجنبية، وتفاوت مستويات تعليمها وإتقانها عبر الأجيال، وأسباب عديدة، قد نختصرها فى الآتى:
١. التعليم: ضعف المناهج يؤدى إلى تراجع مستوى طلابها فى الكتابة والقراءة بالعربية الفصحى، إضافة إلى الاهتمام باللغات الأجنبية وذلك لتأثير التكنولوجيا الحديثة والعولمة.
٢. وسائل الإعلام: الاتجاه المتزايد لاستخدام اللهجات المحلية أو «اللغة البيضاء» فى البرامج الإعلامية والمحتوى الرقمى يؤثر سلبًا على استخدام العربية الفصحى.
٣. التأثير الأجنبى: التأثير الكبير للغات الأجنبية فى الإعلام الرقمى وشبكات التواصل يؤدى إلى تداخل اللغات، مما يغير من شكل اللغة العربية المستخدمة.
٤. اللغة فى الحياة اليومية: اللهجات العامية هى الأكثر استخدامًا فى الحياة اليومية، مما يشكل حاجزًا فى التواصل بين سكان الدول المختلفة.
ولمجابهة هذه التحديات يجب تضافر الجهود لنشر الثقافة الإسلامية، وتطوير المناهج التعليمية، مما يؤدى إلى قوة اللغة فى العالم العربى وتقديم الدعم المالى لمشروعات تعليم اللغة العربية، بما فى ذلك المدارس والمعاهد. كما أن الإعلام كان ولا يزال من أهم وسائل تكوين الهوية الثقافية اللغوية، ونعده حاليًّا سلاحًا ذا حدين، فإذا كانت لغته بالمستوى المطلوب أداء وأسلوبًا، أصبح مدرسة لتعليم اللغة.
أما إذا ضعفت لغته، ساقت قدرات المجتمع اللغوية إلى الوهن وفقدان الرصانة. وتأتى هنا على رأس الذكر (اللغة الإعلامية)، وتُسمى فصحى العصر، حيث اتُفق على أنها تختلف عن فصحى التراث، متميزة بالبساطة والوضوح لكنها تحافظ على سلامة قواعد اللغة. علم (اللغة الإعلامى) علم قائم بذاته، ظهر حديثًا مع تنامى دور الإعلام فى حياة الشعوب وتعدد وسائله، فهو يعنى بدراسة اللغة فى ضوء فكرة الاتصال، باحثًا فى كيفية صياغة المضمون، وكتابة الفكرة وإيصالها محافظًا على القوانين الحاكمة للغة. فإذا تم استغلاله بشكل صحيح، فإنه يساهم بشكل كبير فى الحفاظ على اللغة العربية وتعزيز مكانتها فى العالم المعاصر.