الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
على الرغم من مرور عامين على رحيل السيدة العظيمة، الداعية الإسلامية، الدكتورة عبلة الكحلاوى، فإنها لا تزال وستظل منارة مضيئة فى مجال العمل الخيرى، الذى أفنت فيه حياتها حتى اللحظات الأخيرة منها، ولم تتوانَ أو تقصر فى مساعدة كل مَن يلجأ إليها، وركزت فى عملها الخيرى على الكبير والصغير، فجمعيتها الباقيات الصالحات الخيرية بالمقطم لرعاية الأطفال الأيتام ومرضى السرطان وكبار السن من مرضى الزهايمر، حيث لم تتركهم فى محنة جائحة الكورونا حينما تخلى بعض أبنائهم عنهم، ورفضوا تسلمهم، ولكن تلك السيدة العظيمة، رحمها الله، لم تتوانَ عن خدمتهم ورعايتهم حتى أيامها الأخيرة.. كانت أيضًا أمًّا عظيمة لثلاث بنات، وكما روت لى نجلتها، الأستاذة الدكتورة مروة ياسين، أن الدكتورة عبلة، رحمها الله، كانت راضية بالبنات ولم تكن تحلم بإنجاب ولد، ورفعت شعار الصدق مع الله فى تربية بناتها، وكانت دائمة الوصية لهن بأن يعتنين بقلوبهن ولا تغرهن دنياهن..
كانت هى وبناتها يسِرْن فى فلك الدعوة، وهدفها الأسمى هو الله، زاهدة فى الدنيا، وكان خطابها الدعوى والإعلامى مليئًا بالوطنية وحب الله والأرض والقيم، ولم تتلمس الشهرة، بل أحبها الناس والتفوا من حولها لأعمالها وصدقها، جعلها الله فى ميزانها.. لا أستطيع أن أنسى عندما كنت مازلت شابًّا أعمل مساعد مخرج للمخرج الكبير يحيى العلمى بمسلسل رأفت الهجان، وتم عرض المسلسل فى أول يوم من رمضان، ولم يكن تصوير المسلسل قد انتهى، بل كنا نصور ونمنتج ونذيع فى نفس الوقت، فكان شيئًا صعبًا جدًّا، فكان التصوير مستمرًّا بالصباح والمساء، ولن أنسى هذا اليوم، الذى كنا نصور فيه فى المقطم مشاهد خارجية على أنها فى تل أبيب، وأذّن أذان المغرب علينا، ووقتها لم يكن فى حسابنا أن يكون معنا «فطار»، ولكن بالمصادفة البحتة كنا نصور أمام منزل العالِمة القديرة، الدكتورة عبلة الكحلاوى، ووجدنا شخصًا ينظر لنا من الشباك، ويقول لنا: «اتفضلوا.. الفطار جاهز»، كنا مجموعة كبيرة جدًّا، ونزلت الدكتورة عبلة الكحلاوى بنفسها، ودعت الأستاذ محمود عبدالعزيز والكاست كله على الفطار لنفطر جميعًا معها فى ذلك اليوم.
رحم الله السيدة العظيمة عبلة الكحلاوى، وأسكنها فسيح جناته