وكتم والدى ضحكته وهو يسمع عبدالوهاب يقول للموسيقيين: «خلاص ناقص كمان تلات بروفات ونسجل المقطع»، والموسيقيون يكتمون غيظهم، بدأ الأستاذ حسين كمال باستديو بالتليفزيون إجراء بروفات تصوير لهذا النشيد، وقد استعانوا بالفنان الكبير محمود رضا وفرقته لأداء الاستعراضات، كانت المفاجأة بالنسبة لهم هي حضور الموسيقار محمد عبدالوهاب إلى الاستديو يوميا للإشراف بنفسه على تصوير النشيد، وإعطاء بعض توجيهاته للمطربين والمطربات الجدد، استغرق تصوير هذا النشيد بالاستديو ستة أيام وكان تواجده يثير حماسهم جميعا عُرض النشيد، وحقق نجاحا كبيرا، وانطلق النجوم الستة، كلٌّ يأخذ حظه من النجاح وحسب مجهوده وحسب المساحة التي أرادها له الله، لمع محمد ثروت ومحمد الحلو أكثر مما لمع توفيق فريد، واستطاع محمد ثروت أن يقوم بأداء أغنية بمفرده، من تلحين محمد عبدالوهاب، وانطلق هو ومحمد الحلو في الغناء في عشرات الحفلات والمناسبات الوطنية، كذلك انطلقت أصوات سوزان عطية وإيمان الطوخى وزينب يونس، وكانت أكثرهن لمعانا سوزان عطية، التي توقع لها الجميع مثلما توقع لها محمد عبدالوهاب أن تكون خليفة أم كلثوم.
وظل توفيق فريد يتردد على مكتب والدى ويطلب فرصا مثل التي أُتيحت لزميليه محمد ثروت ومحمد الحلو، واتصل والدى بالموسيقار محمد عبدالوهاب، وقال له إنك تنبأت لهذا الشاب بأن يكون ألمع النجوم الثلاثة، فلماذا لم تمنحه فرصة الغناء من ألحانك مثلما فعلت مع محمد ثروت؟!، وطلب منه محمد عبدالوهاب أن يرسل له توفيق فريد في منزله، حضر توفيق فريد إلى مكتب والدى متهللا، وبشره بأن محمد عبدالوهاب سيقوم بتلحين أغنية له يكتبها عبدالوهاب محمد، وأن عبدالوهاب محمد وعده بتأليف الأغنية خلال شهر، توفى الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب، وتوفى الشاعر الكبير عبدالوهاب محمد، واختفى توفيق فريد قبل أن يغنى لهما، كما اختفت من قبل سوزان عطية، ولم تتحقق نبوءة محمد عبدالوهاب بأن يكون توفيق فريد ألمع المطربين الثلاثة، وأن تكون سوزان عطية خليفة أم كلثوم.. وإن كنت تلقيت مكالمة منذ أسابيع قليلة وكان المتصل على الجانب الآخر المطرب توفيق فريد الذي أبلغنى أنه ينوى العودة للغناء فذكرته بنبوءة عبدالوهاب.