الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
ثلاثة وستون عامًا على إنشاء التلفزيون المصرى، الذى عمل فيه والدى المرحوم ممدوح الليثى منذ أن كان رئيس قسم السيناريو حتى أصبح رئيسًا لاتحاد الإذاعة والتلفزيون، وعملت فيه أمى منذ أن كانت مخرجة بالبرامج التعليمية، مرورًا بكونها رئيس البرامج التعليمية، نائب رئيس التلفزيون، وعملت أنا فيه منذ عام ١٩٨٧ فى إدارة إنتاج استديو ٥، ثم مخرجًا بالقناه الثالثة، حتى أصبحت مقدمًا لبرنامج اختراق فى عام ٢٠٠٠.
شهدت دموع والدى تتساقط يوم أن شب حريق فى ماسبيرو فى الثمانينيات، وتعلمت حب هذا المبنى، والتلفزيون هو المدرسة الكبيرة التى تخرجت فيها أجيال كثيرة فى شتى مجالات الإبداع ما بين إخراج وتقديم وتمثيل ومسرح.. كله ثقافة وعلوم وفنون وتسلى تمام زى السيما.. التلفزيون.. كانت هذه الكلمات التى تغنى بها الثلاثى فى فيلم صغيرة على الحب، الذى أُنتج خصيصًا للتسويق جماهيريًّا لمبنى التلفزيون بعد افتتاحه.
فكانت أحداث الفيلم تدور فى التلفزيون وكأننا فى جولة بداخل استديوهاته وأجهزته والجهد الذى يبذله العاملون فيه ليُخرجوا العمل بأفضل صورة ممكنة والدور الذى يضطلع به من تقديم مواهب جديدة من خلال مسابقات يعلن عنها يتحرى فيها الدقة فى اختيار الموهبة المنشودة ودعمها بكل السبل المتوفرة من تدريبات ودعاية لها وظهور صورها على أشهر المجلات فى ذلك الوقت مجلتى الإذاعة والتليفزيون والكواكب.
وتجسد كل هذا من خلال قصة فيلم «صغيرة على الحب» لتأخذنا سميحة عبدالسلام، تلك الفتاة الإسكندرانية التى جاءت سعيًا وراء حلمها فى الغناء والتمثيل، وتنكرت فى زى طفلة حتى تتغلب على شرط السن بالمسابقة لتبهرنا سعاد حسنى بأدائها وخفتها سواء فى دور الطفلة أو السيدة، وكما قال رشدى أباظة عنها: «عمرى ما فهمتها.. كانت ليها خلطة غريبة ما بين الإغراء والطفولة.
لما كنا بنعمل فيلم صغيرة على الحب أبصلها طفلة تقعد تتنطط. بعدها بعشر دقايق تدخل وتطلع ألاقى أجمل ست فى الدنيا خارجة علينا بفستان هى اللى محلياه.. هى ليدى بروح طفلة».. وجاء اعتذار المخرج كمال عزمى «رشدى أباظة» قبل بداية الاستعراض وتعريف المشاهدين بسنها الحقيقية تأكيدًا على أهمية المصداقية فيما يتم تقديمه للمشاهد.
ومثلما أخذتنا كاميرات الفيلم فى رحلة داخل أروقة المبنى واستديوهاته، كان التصوير فى المطعم والكافتيريا أعلى المبنى فى إطلالة رائعة على ضفاف النيل ليرصد تفاصيل هذا الصرح العظيم.