الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
كما قلت فإن جهاز الصدمات الكهربائية الذى وضعه أبى فى جسده بعد أن أصابته السكتة القلبية فى يوليو 2008 ونجا منها، جعلته فى البداية يشعر بالضيق، فهو جهاز فى حجم علبة السجائر يوضع بجانب القلب بعملية استغرقت ما يقرب من ثلاث ساعات، وكان الهدف من تركيب هذا الجهاز أن يعطى صدمة كهربائية للقلب إذا توقف.. وكان هذا الجهاز يحول دون مرور صاحبه من بوابات التفتيش الإلكترونى الموجودة حالياً فى كل مكان أو حتى فى المطارات، لأنها تؤثر على عمله وبالفعل كان فى جيب أبى دائماً كارنيه مكتوب عليه بلغات مختلفة أن حامله لا يجب أن يمر من أجهزة التفتيش الإلكترونى.. وكم قاسينا فى سفرنا إلى بعض الدول نتيجة أنهم لا يدركون أنه لا يجب أن يمر أبى من خلال جهاز التفتيش الإلكترونى وإلا توقف الجهاز الذى ينظم حركة قلبه ويعطيه الصدمات الكهربائية. كان والدى يشعر بالضيق كونه تحت رحمة هذا الجهاز، وكان كل شاغله أن يعرف كم تبقى من بطارية الجهاز قبل أن يتوقف، وبالفعل عندما سافرت معه إلى المانيا فى شهر نوفمبر الماضى ودخل إلى المستشفى الملحق بجامعة ميونخ قال له الطبيب الألمانى الشهير كير إن الجهاز بطاريته عمرها الافتراضى سينتهى بعد سنتين وثمانية أشهر.. فضحك أبى بشدة وقال له بلغة إنجليزية بسيطة.. إنه لا يحتاج لكل هذه المدة وإنه يتوقع ألا يحتاج هذه المدة الباقية.. وعدنا إلى القاهرة بعد أن أوصى الطبيب الألمانى بعمل صدمة كهربائية أخرى لقلب أبى فى منطقة الأذين، حيث إن أبى كان يعانى فى هذه الفترة من رفرفة أذينية فى القلب.. وهذه الصدمة قد تعيد العمل مرة أخرى للأذين فيساهم فى رفع كفاءة عضلة القلب التى لم تتجاوز 30 % على أفضل تقدير. قلت لبابا: ماتيجى نعمل هذه الصدمة الكهربائية هنا فى ألمانيا. فرد علىّ قائلاً لا.. قلتله ليه.. قال لى.. مش عايز أبهدلك معايا وتحتاس بى لو جرى لى حاجة أو مت هنا. قلتله بعد الشر ليه بتقول كده.. قال لى: مش عارف بس حاسس إن المرة دى آخر مرة أتعب فيها.. قلت له.. بقالك 30 سنة تعبان ودخلنا المستشفى فى حالات أخطر من كده.. ليه بتقول كده. قال لى أنا حاسس بكده، رجعنى وخلينى أعمل العملية فى مصر. واستدار للطبيب الألمانى وسأله: هل هذه الصدمة ممكن أعملها فى مصر؟ فأجابه الدكتور الألمانى بعد أن قمت بالاتصال بطبيب والدى المصرى على التليفون: نعم ممكن تعملها.