الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
سافرنا إلى المانيا بعد أن ساءت حالة قلب أبى وأصيب برفرفة أذينية بخلاف ضعف القلب.. وهناك طلب طبيب القلب أن يجرى لأبى عملية صدمة كهربائية للقلب لعل الرفرفة الأذينية الموجودة فى الأذين تنتهى.. وعندما سأله أبى.. هل ممكن أموت فى هذه العملية.. فأجابه الطبيب الألمانى بشكل تلقائى.. كل عملية مهما كانت لها نسبة خطر فرد عليه أبى قائلاً.. أنا عاوز أعمل العملية فى مصر.. مش عايز ابنى إذا مت (يتبهدل معايا) فى انه يسفرنى كجثة إلى القاهرة.. والغريب أن الطبيب الألمانى وافق على رأيه وأكد له أن هذه العملية تتم فى مصر.. وفى الطريق حاولت أن أثنيه عن رأيه وأقول له إحنا هنا فى المانيا أفضل نعملها هنا.. قال لى أنا مش مستعد وبعدين نرجع مصر أحسن.. وفى القاهرة.. استعد أبى لإجراء عملية الصدمة الكهربائية، كان يوماً مشهوداً.. جلس قبلها ساعتين معى وأمى.. وقال لنا أنا خلاص بودع الدنيا.. خلى بالكم على بعض.. يا عمرو اعمل كذا وكذا.. أنا خلاص رايح لأخوك.. ومن فضلك لما أموت تدفنى فى حضن شريف فى القبر) وكررها ثلاث مرات ( يا عمرو أدفنى فى حضن شريف فى القبر ) أنا حاروح أشوف كل حبايبى أبويا وأمى وخلانى.. وانتقلنا بعد جلسة الوصية إلى مستشفى الصفا بالدقى وجاء طبيب القلب العظيم الدكتور أحمد عبد العزيز وأجرى له عملية الصدمة الكهربائية وكنا جميعاً فى حالة حزن وبكاء شديد.. فاللحظات قبل العملية ودع فيها أبى أمى وأنا وعمى وجيه وأبناءه وزوجتى وأبنائى.. كان مشهدا من أصعب المشاهد التى لن أنساها.. لكن سرعان ما تحول الحزن إلى فرح عندما خرج الدكتور أحمد وطمأننا، وقال الحمد لله العملية نجحت و(الأذين رد) ودخلت له بعد أن فاق من البينج وبشرته أنه مازال على قيد الحياة وأن العملية نجحت).. وخرج من المستشفى.. لكن انتابته حالة جديدة إذ كان حديث الموت هو المسيطر عليه طيلة ثلاثين عاماً منذ وفاة شريف أخى.. إلا أن حديث الموت أصبح يومياً فى آخر شهر قبل وفاته.. وعندما جاء يوم ذكرى ميلاده 10 ديسمبر.. اشتريت له تورتة وذهبت له بالمنزل وفى غرفة نومه أطفأنا الشمع.. وقال لى أمال فين ولادك أنا عاوز أشوفهم قلت له الأسبوع الجاى حعملك عيد ميلاد كبير وحعزملك فيه كل العيلة.. ونظراً لأن الطقس كان بارداً فى تلك الأيام.. أقمت له آخر عيد ميلاد قبل وفاته بأسبوع.. وخلال تلك الفترة زاره جميع أفراد أسرته؛ أبناء أخواته وأخواته والذين لم يرهم من زمن بعيد.. جميع خيلانى الذين لم يرهم لسفرهم.. الجميع كان حريصاً على زيارته.