الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
الخوف صفة ممجوجة مقيتة؛ فهو العدو الأعظم للإنسان الذى يدمره، وهو السبب الأول وراء فشل الإنسان فى حياته وربما خسارته كثيراً من الفرص التى يمكن ألا تأتى له مرة أخرى.. ولكن ليس كل الخوف مذموماً، فهناك حالة واحدة فقط يكون فيها الخوف خلقا محمودا وهو الخوف من رب العباد، والخوف هنا هو ما يحول بين العبد ومحارم الله، ويكون الخوف هنا هو صدق ورع القلب مع الله سبحانه وتعالى، فالخوف من الله هو أكبر منازل العبودية وأنفعها للإنسان.
وهذا الخوف فرض على كل إنسان.. والإنسان عندما يخاف من شىء يفر منه إلا رب العباد سبحانه وتعالى، عندما نخاف منه نفر إليه فنصل لذروة التقوى، فعن على بن أبى طالب، رضى الله عنه، قال: التقوى هى الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والقناعة بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل.. فالعبد كلما اقترب من الله، عز وجل، خاف منه أكثر؛ فكان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول «أنا أقربكم إلى ربى ولكنى أشدكم خشية»وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم أشد منا خوفاً من الله سبحانه وتعالى لقربهم الشديد منه جل وعلا، فنجد عمر بن الخطاب كان يقرب المصباح من يديه ويضع أصابعه عليه فتلسعه نار السراج وهى نار ضعيفة خفيفة فيقول: يا ابن الخطاب ألك صبر على مثل هذه؟!! فكيف بنار الآخرة؟ ونار الدنيا جزء من سبعين جزءا من نار الآخرة.. فكلما ازددت خوفاً من الله ارتفع مقامك عند الله، وكلما اشتد خوفك من الله ازداد أمنك، فالخوف من الله أمن، وما خاف إنسان من الله سبحانه وتعالى إلا وصدق فى عمله وصدق فى قوله وصدق فى أسلوبه وصدق فى تعامله مع الناس.
يقول بعض العلماء: أصل كل خير فى الدنيا والآخرة الخوف من الله.. فلنحى خوف الله فى قلوبنا ولنتق الله فى أنفسنا وأعمالنا وبلادنا ولينظر كل منا إلى ما يفعله، فما زال هناك أمل أمامنا للرجوع، فالمؤمن الحق دائماً يطرق باب الله سبحانه وتعالى، ونجده إذا بعد عن الطريق يرجع مرة أخرى لأن إلى ربك المنتهى.