الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
وتتجدد الأحزان عندما يأتى رمضان ولا نلقى الأحباب الذين كانت لنا معهم ذكريات طويلة فى رمضان. من منا ينسى أول يوم صام فى طفولته وهو فى كنف أبيه وأمه؟ من منا ينسى لحظة مدفع الإفطار وهو يجلس على مائدة الطعام لنستمع إلى الراديو بصوت الشيخ محمد رفعت؟.. وكذلك وهو يجلس مع أبيه يأكلان سوياً ويتسامران ثم يشاهدان التليفزيون معاً وينزلان إلى المسجد ليصليا صلاة التراويح.. كان رمضان ملتقى الأحباب، وتمر السنون ويرحل الأحباب ويبقى رمضان شاهداً على أجمل الذكريات مع الأحباب.. من منا لا يفتقد والده ووالدته لحظة مدفع الإفطار، وأنهما كانا بالأمس القريب معنا يجلسان بجانبنا ينظران إلينا يحنوان علينا ونحنو عليهما؟ من منا لا يتمنى أن تعود الأيام إلى الوراء ليعيش ولو لحظة واحدة مع والده الذى فقده أو والدته التى رحلت عن الدنيا؟ إنها لحظات صعبة فى حياتنا يعيشها من مر بتجربة الفراق وألمه، يعيشها كل إنسان بار بأبيه وأمه، كل إنسان تعلق بوالديه وشعر بالأمان فى كنفهما وشعر بالطمأنينة فى جلستهما، وإذا كنت أفتقد أبى الذى رحل عن دنيانا منذ عام ونصف، أفتقد حنانه، أفتقد جلستى معه فى رمضان على مائدة الإفطار التى كنت حريصاً منذ طفولتى مروراً بشبابى وحتى بعد زواجى على ألا يمر يوم دون أن أكون حاضراً مع أبى وأمى على مائدة الإفطار فى رمضان.. لحظات صعبة أعرف أن كل من فقد والده ووالدته يعيشها ويمر بها ولا يبقى لنا سوى أجمل الذكريات والاشتياق لأيام جميلة عشناها فى كنف آبائنا فى الطفولة والشباب، فما أسعد هذا الإنسان الذى يدرك والديه فى الكبر متذكراً قوله تعالى (وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا). إنها نعمة كبرى لا يشعر بها إلا اليتيم الذى فقد والده أو والدته.. إنها دعوة لكل إنسان مازال والداه على قيد الحياة أن يحرص على برهما فى رمضان وغير رمضان، وأن يحاول أن يستغل كل لحظة فى القرب منهما لأنه سوف يأتى عليه يوم يتمنى أن تعود عقارب الساعة للوراء لكنها للأسف لن تعود أبدا.. اللهم ارحم آباءنا وأمهاتنا واجعلنا نحيا على ذكراهم ونحيى تلك الذكرى بالعمل الخيّر لهما والدعاء لهما وندعو الله أن يجمعنا معهم على خير فى الآخرة كما جمعنا معهم فى الدنيا. اقرأوا الفاتحة لآبائكم وأمهاتكم وترحموا عليهم، وتذكروا أجمل اللحظات معهم فى شهر المحبة شهر رمضان.