لم يكن جمال عبدالناصر بالنسبة للشعب المصرى رئيساً فحسب بل كان يمثل لهم الأب والأخ والابن، ولا يختلف أحد على الكاريزما التى كان يتمتع بها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والتى جعلت منه زعيماً وقائداً يلتف حوله جموع المصريين وهذا ما لمسناه فى احتفائهم به فى مئوية ميلاده.. كانت البساطة هى كلمة السر لدخول هذا الرجل لقلوب الناس قبل عقولهم.. وكما ذكرنا من قبل فقد كان للرئيس جمال عبدالناصر العديد من المواقف مع والدى المنتج والسيناريست الكبير ممدوح الليثى ومع عمى المنتج الكبير جمال الليثى الذى كان من الضباط الأحرار، وكان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر هو من رشحه للعمل فى إدارة الشؤون العامة للقوات المسلحة بناء على ترشيح من السيد كمال الدين حسين وذلك بعدما بدأت الأمور تستقر وبدأت الثورة تصبح واقعاً فى حياة مصر وقال له «تروح تشتغل مع وجيه أباظة دا واحد مننا ومخلص ووطنى ومحل ثقتنا جميعاً»، كانت هذه الإدارة الوليدة هى جهاز إعلام الثورة، وكانت الواجهة لكل الأنشطة الفنية والإعلامية، وخلال فترة عمله هناك فوجئ بقرار بنقل قائد الجناح وجيه أباظة من إدارة الشؤون العامة.. فذهب إلى مقر قيادة الثورة فى قصر النيل وطلب مقابلة الرئيس جمال عبدالناصر ولم تمض إلا دقائق وجيزة وخرج البكباشى جمال عبدالناصر ومعه السيد كمال الدين حسين ووراءهما السيد أمين شاكر ودار بين الاستاذ جمال الليثى والرئيس جمال عبدالناصر الحوار التالى: (ايه يا ليثى.. فيه أيه؟!، سيادتك أمرت بنقل قائد جناح وجيه أباظة من الشؤون العامة؟!.. أيوه.. ودا يهمك فى إيه؟!.. عايز أعرف ليه.. سيادتك يوم ما بعتنى أشتغل معاه قلت لى إنه من رجالتك ووطنى ومخلص ومحل ثقة..عايز أعرف إيه اللى غير رأيك فيه؟!.. طيب روح قول له يقعد وما ينفذش أمر النقل)، وعاد إلى إدارة الشؤون العامة ليجد وجيه أباظة فى انتظاره وعلى فمه سؤال: ايه اللى خلاك تعمل كده؟!،عبد الناصر اتصل بى وقال وهو يضحك إنت باعت لى واحد من رجالتك يهددنى.. وقد روى الراحل الاستاذ وجيه أباظة هذه الواقعة فى مذكراته التى أصدرها فى كتاب وهو يسمى جمال الليثى «ذراعه اليمين»..عندما كتب والدى ممدوح الليثى السيناريو والحوار لفيلم ميرامار قصة الكاتب الكبير نجيب محفوظ وبعد عرض الفيلم على الرقابة على المصنفات الفنية أحالوه للرئيس عبدالناصر وكما أكد لى الأستاذ سامى شرف أن فيلم ميرامار الذى أجازه للعرض الجماهيرى دون حذف كامل كان الرئيس جمال عبدالناصر، الذى كان بعد نكسة يونيو 67 يشعر بما كان يتردد فى صدور الناس من أن هناك انتقاصا للحريات وكان لديه رغبة كبيرة ورغبة جامحة فى المزيد من الحرية فى الأعمال الأدبية، كما أجاز هذه المسرحيات التى انتقدت نظام الرئيس جمال عبدالناصر بل انتقدته شخصياً أمثال: الزير سالم للأستاذ ألفريد فرج.. بلاد بره لنعمان عاشور وعندما سألت السيد سامى شرف كيف كان يجيز هذه المسرحيات وكيف كان يراها، قال لى سامى شرف إنه كان يرسلنا مفوضين من قبله نحضر البروفات ونشاهد المسرحية ونكتب له التقارير وكان بعد هذه التقارير يطلب أن يقرأ بنفسه المسرحيات أو نصوص المسرحيات وكان غالباً ما يوافق على جميع المسرحيات التى كانت تعترض عليها الرقابة وكانت هذه المسرحيات تنتقده شخصياً.