– في الحقيقة أن الرئيس السادات طلب منى وضع خطة إعلامية للتعامل مع إسرائيل، وسألنى إذا كنت سأستطيع تحمل المسؤولية أم لا، وبرغم تحذيرات أصدقائى لى إلا أننى قبلت المهمة وأوضحت للرئيس أن أسلوب التعامل مع إسرائيل يجب أن يتغير ويجب أن نعلم كل شىء عنهم، عما يكتبونه وينشرونه، ولهذا ترجمت كل الكتب الإسرائيلية المهمة وكتبت مقدمة لها قلت فيها «يا ديان تقول إن العرب لا يقرأون ولكن العرب يقرأون ويفهمون ولنا موعد قريب معك». وبدأنا نغير من استراتيجية التعامل مع إسرائيل وطالبت بتغيير نغمة أننا سنلقى إسرائيل في البحر وأننا سنعلمها وسنعطيها درسا مثلما كان يحدث في عام ٦٧، وضرورة أن نظهر وكأننا جثة هامدة وكل أملنا هو حل المسألة بطريقة سلمية، ونطالب بتنفيذ قرار ٢٤٢ وجميع قرارات الأمم المتحدة، بمعنى (مش ناويين نحارب). وبدأنا سياسة التخدير الإعلامى لهم فكنا نقوم من فترة لأخرى بتسريب المعلومات عن التعبئة في صفوف الجيش المصرى فتقوم إسرائيل هي الأخرى بالتعبئة، ولكن بعد فترة يكتشفون أنه ليس هناك تعبئة وأنهم تكلفوا ملايين الدولارات بدون داع، وتكرر هذا السيناريو مرات عديدة إلى أن أيقنوا في ٧٣ أن ما نقوم به ما هو إلا مناورة مثل سابقاتها ليقعوا في الفخ وتنجح عملية خداعهم إعلاميا.
* كيف تعامل الإعلام مع أزمة الثغرة في حرب أكتوبر؟
– خلال حرب أكتوبر كان أسلوب التعامل أساسه الصدق في نقل الأنباء، فقط نذكر الحقائق دون مبالغة، والحرب كر وفر، ولما حدثت الثغرة أبلغت أحمد إسماعيل بهذا الموضوع، وقال لى: الأول كان فيه ٦ دبابات دخلت الثغرة في الإسماعيلية. فقلت له: لماذا لا تقضون عليها؟. فقال لى: إحنا عندنا خطة خاصة لهذا ولما يزيد العدد سنضربها وسيتم التعامل معها بشكل أو بآخر. ولم أناقشه فهذة أمور عسكرية خاصة بهم ولم أدخل في التفاصيل، ولكن عندما زادت أعداد الدبابات ذكرنا كل الحقائق الخاصة بالثغرة في إعلامنا. وللحديث بقية.