الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
ما لم تبدأه اليوم لن يكتمل فى الغد، جملة رائعة للأديب الألمانى الشهير يوهان جوته، فكل هدف تريد أن تصل إليه يحتاج منك أن تضع قدمك على بداية الطريق له أولاً حتى تحققه، ولا تقل سأبدأ غداً حتى لا تمر عليك السنوات وأنت منتظر الغد الذى ستبدأ فيه، فأنت من تقرر أن تبدأ فى الوقوف على قدميك والقتال فى سبيل حلمك، فأحلامنا هى الوقود الذى يشعل إرادتنا لتحقيق أهدافنا، فلتقف على ناصية الحلم وقاتل كما قال الشاعر الكبير محمود درويش.. فأنت من تحدد مكانك فى هذه الحياة، إرادتك مسؤوليتك، فأنت من تقويها أو تضعفها والإيمان بالله أولاً ثم إيمانك بنفسك وقدراتك هو ما يجعلك تحقق ما يراه غيرك مستحيلاً، فلا تسمح لأحد أن يوهن عزيمتك أو يثنيك عن هدفك الذى تسعى لتحقيقه، فالله خلق كلا منا بقدرات ومميزات مختلفة فلتعلم أنك فريد من نوعك ولتبحث فى ذاتك عن سر تفوقك والميزة التى تميزك عن الباقين، ولا تيأس حتى تصل فالهدف النبيل يستحق أن نصبر ونثابر من أجله، والهدف هنا هو تنمية شخصيتك وتحسين قدراتك حتى تحقق ما تصبو إليه فأنت كنز متحرك مملوء بالمعجزات الإلهية التى لا تعد ولا تحصى، فلا تستقل أى ميزة أو موهبة تمتلكها ولا تنتظر أن ينميها لك أحد غيرك فأنت المسؤول الأول والأخير عن كنزك الذى تديره كيفما تشاء، والذى يفرق بين إنسان وآخر قدرته على استغلال قدراته وتوجيهها حتى يحقق ما يصبو إليه، ولا تتأثر بما يواجهك من عراقيل فى طريقك بل اجعلها سلماً تصعد عليه لتصل لمبتغاك، ولنتذكر قصة الحصان الذى كان يمتلكه أحد المزارعين ووقع فى بئر مياه عميقة ولكنها جافة، وأجهش الحصان بالبكاء الشديد من الألم من أثر السقوط واستمر هكذا لعدة ساعات، كان المزارع خلالها يبحث الموقف ويفكر كيف سيستعيد الحصان؟، ولم يستغرق الأمر طويلاً كى يُقنع نفسه بأن الحصان قد أصبح عجوزًا وأن تكلفة استخراجه تقترب من تكلفة شراء حصان آخر، هذا إلى جانب أن البئر جافة منذ زمن طويل وتحتاج إلى ردمها بأى شكل وهكذا نادى المزارع جيرانه وطلب منهم مساعدته فى ردم البئر كى يحل مشكلتين فى آن واحد؛ التخلص من البئر الجاف ودفن الحصان. وبدأ الجميع بالمعاول والجواريف فى جمع الأتربة والنفايات وإلقائها فى البئر. وعندما أدرك الحصان حقيقة ما يجرى توقف عن الصهيل بصوت عال يملؤه الألم طلباً للنجدة حتى اندهش الجميع لانقطاع صوت الحصان فجأة، وبعد عدد قليل من الجواريف، نظر المزارع إلى داخل البئر وقد صعق لما رآه، فقد وجد الحصان مشغولاً بهز ظهره كلما سقطت عليه الأتربة فيرميها بدوره على الأرض ويرتفع هو بمقدار خطوة واحدة لأعلى!، وهكذا استمر الحال، الكل يلقى الأتربة إلى داخل البئر فتقع على ظهر الحصان فيهز ظهره فتسقط على الأرض حيث يرتفع خطوة بخطوة إلى أعلى. وبعد الفترة اللازمة لملء البئر، اقترب الحصان من سطح الأرض حيث قفز قفزة بسيطة وصل بها إلى سطح الأرض بسلام وأنقذ نفسه.. فلتواجه أنت أيضاً مشاكلك والعراقيل التى تواجهها ولتجعلها سبباً فى تقدمك وتحسين طريقة تفكيرك فى مستقبلك، وتوكل على الله وابدأ الآن فكل طريق فى أوله يكون مملوءا بالصعوبات والتحديات ولكن نتائج الصبر والجهد لا يختلف عليها اثنان، وكم من نماذج أثبتت أن الإرادة التى لا تلين ولا تعرف الضعف هى السر فى نجاحهم وتحقيق إنجازاتهم فى هذه الحياة، فلا تأخذ الظروف الصعبة والعراقيل مبرراً حتى تقف مكانك وتعلق الفشل عليها، بل على العكس اجعلها دافعاً لك حتى تتغلب عليها، وإياك أن تقف فى نصف المشوار فالطريق أمامك مازال طويلا، ولا أجد مثالا لبلورة تلك الفكرة خيرا من سيدات مصر المعيلات اللاتى تحدين الظروف وتسلحن بالمعرفة والعمل من أجل مواجهة مستقبلهن ستفتخر أن هذه السيدة- الأم والأخت والزوجة والابنة- استطاعت أن تتغلب على ظروفها وتشق طريقها لتعلنها صراحة أنها لن تستسلم لظروفها وستتغلب عليها وستنتصر وستأخذ بيد من يحتاجها بعد ذلك، فهى عرفت سر طريق النجاح وهو العمل الدؤوب المخلص والإصرار على المواصلة والنجاح رغم العراقيل التى يمكن أن تواجهها، وبدأت مشوارها ربما بأقل الإمكانيات المادية ولكن رأسمالها الحقيقى كان إصرارها على النجاح