الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
الإنسان طوال حياته يظل يتعلم ويتعلم فإن ظن أنه علم فقد بدأ يجهل، وما أعظم إعجاز القرآن الكريم فى إعطائنا العظات والعبرات التى عند تأملها نجد أنها تنطبق على حياتنا وما يحدث فيها من أحداث إلى الآن، فلو تأملنا على سبيل المثال سورة الكهف وما تحويه من قصص وعبر لوجدنا فى قصة سيدنا موسى والعبد الصالح وما جرى بينهما الكثير من العظات والعبر لنا، يقول المولى عز وجل: «ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا» فهناك ثلاثة أمور لا يصبر عليها أكثر الناس ولا يتحملونها وهى الفشل فى مشروع تحمّسوا له، وفقد حبيب تعلقوا به وانتظار رزق، وهى أشياء نجدها متمثلة فى خرق السفينة وقتل الغلام وحبس كنز اليتيمين.. وتكون هى رحمـة من ربك فهى قصص تمثل ثلاثة أمور لابد أن تصادفنا فى الحياة. فخرق السفينـة يمثل فشل مشروعك أو خسارة لعملك أو أى شىء من هذا القبيل فقد يكون العيب الذى يحصل فى حياتك هو سر نجاحك بعد ذلك، فالمنح تخرج من رحم المحن، ونجاتك فى أمر قد تدمر نجاحك «وَكَانَ وَرَاءَهُم مَلِكٌ يَأخُذُ كُلَّ سَفِينَـة غَصبَا» والقصة الثانية قصة قتل الغلام فهى تمثل فقد ما نحب؛ قد يكون فقدك لما تحب هو رحمـة لك قال تعالى: (فَخَشِينَا أَن يُرهِقهمَا طُغيَانًا وَكُفرَا) وبموته تحققت ثلاث رحمات، رحمـة للغـلام ودخوله للجنـة بلا ذنب ورحمـة لوالديه وإبدالهما بخير فى البر بهما ورحمـة للمجتمع من الطغيان والظلم، أما حبس كنز اليتيمين فهو يمثل تأخر الرزق فقد يكون تأخر الوظيفـة أو الزواج أو الأطفال فى حياتك خيرا لك ورحمـة. فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبلُغَا أَشُدَّهُمَا فقد كان اليتيمان عرضـة للأطماع، وكانا فى ضَعف عن تـدبـر أموالهما فأراد المولى عز وجل أن يحفظه لهما حتى يكبرا. وهى قصص تمثل ثلاثة محاور رئيسيـة مـن قصـص حياتنا اليوميـة، أراد الله أن يبين لنا بها أن الأصل فى أمورنا كلها هو الرحمـة، فلا نحزن على الظاهر وننسى الرحمات المبطنـة فيها من المولى عز وجل، فالمؤمن الحق هو من يكون عنده يقين بالله وبحكمته فيما يحدث له فى الحياة الدنيا من أمور وأحداث، فيكون أهدأ حالاً، فهو متيقن أن ما يختاره له رب العباد هو الأفضل والأصلح، فاللهم وفقنا لما تحبه وترضاه.