وكانوا يقولون لسيدنا عمر يا خليفة خليفة رسول الله ولكن سيدنا عمر كان يرى ثقلا فى هذه الكلمة لطولها ولأنه كان يشعر أنه أقل من ذلك.. فعندما بعث رسالة لأهل العراق لإرسال اثنين منهم يحكون له ما يدور فى العراق فدخلوا عليه وقالوا له السلام عليكم يا أمير المؤمنين فقال عمر نعم هى، وتم اختيار كلمة أمير المؤمنين.. أول ما تولى سيدنا عمر وقام بدفن سيدنا أبوبكر ودخل المسجد وقال ما كان الله ليرانى فى موضع سيدنا أبوبكر ونزل سلمه.. ثم كانت خطبته (بلغنى أنكم خفتم من شدتى وغلظتى وقلتم قد كان عمر يشدد علينا ورسول الله حيا بين أظهرنا فكيف الآن وقد صارت الأمور إليه.. ثم قال لقد كنت عبدا لرسول الله وخادما له وقد توفى رسول الله وهو راض عنى وأنا أسعد الناس بذلك ثم ولى أبوبكر الصديق وقد كنت خادما له وعونا له وكنت أخلط شدتى بلينه وقد كنت سيفه إن شاء رفعنى وإن شاء أخفضنى وكنت أسعد الناس بذلك حين قبضه الله وهو راض عنى ألا فاعلموا أن هذه الشدة قد تضاعفت ولكنها إنما تكون على أهل الظلم والعدوان على المسلمين أما أهل السلامة والقصد إنما النيل لهم ولست أدع أحداً يظلم أحداً أو يعتدى عليه، حتى أضع خده على الأرض وأضع قدمى على خده الآخر حتى يذعن للحق ويرد الحق وإنى بعد شدتى تلك لأضع خدى أنا على الأرض لأهل الكفاف وأهل العفاف أيها الناس! إن لكم علىَّ خصالاً أذكرها لكم، فخذونى بها، لكم علىَّ أن لا أختبى شيئاً من خراجكم وما أفاء الله عليكم إلا من وجهه ولكم علىَّ ألا ألقيكم فى التهلكة، ، ولكم علىَّ إن غبتم فى المعارك فأنا أبوالعيال حتى ترجعوا إليهم، والله لا يحضرنى أمر من أمركم فلن يأخذه أحد غيرى وإن غاب عنى هذا الأمر فسأولى عليكم من يعدل فيكم فإن عدل فهو أخى وإن ظلم فأنكل به.. أيها الناس اقرأوا القرآن تعرفونى واعلموا أنه يجب أن تكونوا من أهله وتزينوا للعرض الأكبر يوم تعرضون على الله)