الموقع الرسمي لدكتور عمرو الليثي
كيف كانت البداية الفعلية فى بناء الدولة الإسلامية فى عهد عمر بن الخطاب؟ سيدنا عمر نظر لتاريخ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فسيدنا محمد نظر إلى النظرة التعليمية الإلهية فبدأ بالعقيدة لأن الناس كانت تعبد الأصنام ثم بعد العقيدة بدأ التشريع ينزل ثم جاء سيدنا أبوبكر الصديق فكانت الدولة فيها هزة كبيرة من حروب الردة، فنظر إلى الجهاد للحفاظ على صوابة الدين وقد جاء سيدنا عمر بعد استقرار الدولة فنظر إلى بناء الحضارة الإسلامية، حيث عمل ثلاثة أسس، أسس بها سيدنا عمر النهضة والمجتمع، هذه الأسس عمل بها حالة مجتمعية أقنع بها المجتمع بهذه السنن وهى السُنة النبوية أى سُنة النبى ودين النبى صلى الله عليه وسلم والنجاة يوم القيامة وأن تكون مسلماً ويكون المولى راضياً عنك، فالحقيقة هو أقنعهم ليس بالخديعة بل بدين النبى صلى الله عليه وسلم، أقنعهم أن العمل وكسبك هو بابك الأعظم إلى الله، فقال لهم أتريدون أن تكونوا قريبين من الله ويحبكم المولى فلابد لكم من العمل والتفانى فيه بجد وإخلاص، وأن رمز الإنسان الصالح وأخلاقه هى المقياس عند الله سبحانه وتعالى. وذكر لهم أن وقود النهضة هو العلم والمعرفة، حيث قامت النهضة العُمرية على ثلاثة أسس هى العمل ثم المنظومة الأخلاقية للمجتمع المتفق عليها ثم المعرفة والعلم، وهذه الأسس هى التى تميز بها سيدنا عمر وجعل الناس تركز فى العمل وأصبحوا وقود نار فى العمل والرزق وكسب العيش ولقد فرض سيدنا عمر حالة اجتماعية أن الذى يعمل هو العبد الصالح. سيدنا عمر كى يقنع الناس بفرض هذه الحالة الدينية بدأ بنفسه فى العمل، فكانوا يرونه يعمل منذ طلوع الفجر، حيث كان فى الصباح يتجول فى الأسواق ليطمئن على أنه لا يوجد أى نوع من الاحتكار فى أى سلعة وضرب مثالاً على ذلك أن أحد الأشخاص معه لحوم ويأتى الجلاب ومعه ذهب كاف فيشترى به كل اللحوم ويتحكم فقال سيدنا عمر لا.. ونعم عينى لا يوجد فى عمرى مثل هذا الكلام أن الله يأتينا بالرزق ثم تستعجلونه بذهبكم. وبعد أن يمشى الجلاب تبيعونه للمسلمين كما تريدون والله لا يعجب به أمير المؤمنين. والشىء الآخر كان يدخل الأسواق كى يطمئن أن الأسعار متساوية ولا توجد أسعار أعلى من أسعار فكان هناك بائع زيت يبيع بأسعار أعلى فقال له سيدنا عمر إما تبيع بأسعار ترضى الناس وإما تذهب إلى سوق أخرى ففرض على البائع ألا يغلى الأسعار وفى الظهر يضع الخطط للدواوين وفى الليل قرر سيدنا عمر أن يبادر ويعمل ضابطا، حيث أخذ معه عبدالرحمن بن عوف وقال له سنحمى المسلمين.