وعاد يسأله من سيلمع أكثر- كلام في سرك- قال من الشبان توفيق فريد ومن الشابات سوزان عطية، واستطرد يقول: سوزان عطية دى حاتكون أم كلثوم لو حافظت على صوتها مرخصتوش.. استغرقت البروفات أوقاتا كثيرة، وفى أحد الأيام التي لم يكن والدى حاضراً فيها دق جرس التليفون في بيتنا، كان المتحدث الأستاذ محمد عبدالوهاب وفى لهجة غاضبة قال: يا أستاذ ممدوح عايز نمرة تليفون المشير أبوغزالة، خير يا فندم؟ رد بأسف شديد: الموسيقيون سابوا البروفة ومشيوا كل واحد راح يسترزق في حتة، فرح أو نايت كلوب أو تسجيل مع مطرب من إخوانا العرب. وسأله والدى في دهشة: طب والمشير أبوغزالة حايعملهم إيه؟ رد بحماس: يجندهم في الجيش، يديهم أمر تكليف عسكرى يقعدوا يشتغلوا معايا لحد ما النشيد ده يخلص، إحنا مش بنعمل عمل وطنى ولّا إيه؟. وطلب والدى منه أن يمهله فترة قصيرة للتصرف، اتصل على الفور بالموسيقار أحمد فؤاد حسن بصفته نقيب الموسيقيين ليصرخ هو الآخر مستنجدا بوالدى: أنقذنا يا أستاذ ممدوح من محمد عبدالوهاب، أستاذ كبير آه، وموسيقار الأجيال على العين والراس، إنما اللى بيحصل مع الموسيقيين لا يقبله أحد. فقد استدعى الموسيقيين منذ عشرة أيام وفى الأيام الأولى ظلوا يعملون لمدة عشرين ساعة متواصلة دون أي اعتراض، خجلا من محمد عبدالوهاب وتاريخه.
وبعد كده بدأوا يزمزأوا، لو حسبتها حاتلاقى الساعة واقفة على الواحد فيهم بعشرة صاغ، واتفق والدى مع الأستاذ أحمد فؤاد حسن على تجميع الفرقة في الغد لتعاود العمل، ووعده طبعا بمضاعفة أجور الموسيقيين، وأعاد الاتصال بالموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب، وبادره على الفور: كلمت أبوغزالة؟.. الموضوع حضرتك فهمته غلط، يظهر إن واحد من الموسيقيين راح بلغ زمايله إن حضرتك فركشت فمشيوا، وتساءل في براءة: ومين اللى عمل العملة السودة دى؟، ليرد والدى: حانعرف مين ونعاقبه.