وعلى الرغم من أن تلك الواقعة شكلت حاجزاً بين الفنان أحمد زكى ووالدى الأستاذ ممدوح الليثى إلا أن علاقتهما ما لبثت أن تطورت إلى علاقة صداقة وطيدة وأخوة، فوالدى الأستاذ ممدوح الليثى عندما رأى أحمد زكى لأول مرة عندما أرسله له المخرج الكبير على بدرخان لكى يقوم بأداء دور إسماعيل الشيخ في فيلم «الكرنك» آمن به وتحمس له ولموهبته وانطبقت عليهما مقولة «لا محبة إلا بعد عداوة» فأحمد زكى كان له مكانة كبيرة في عائلتنا، فأول يوم رمضان كان لابد أن يجلس معنا على الإفطار وبدأت علاقتى بهذا الفنان الكبير في السبعينيات وكنت طفلاً صغيراً وكان هو بمثابة الأخ والصديق ولا يترك عيد ميلاد لى أو للمرحوم أخى شريف إلا كان لازم يحضره.
وأذكر أنه في عام 83 وبعد وفاة شريف أخى فجأة في مستشفى المعادى كان أحمد زكى أول من حضر إلينا وبكى على شريف بكاءً حاراً كما لو أنه ابن من أبنائه، وظل طيلة فترة العزاء يأتى إلى منزلنا ويصحبنى معه محاولاً أن يخفف عنى آلام الفراق مع شقيقى، وهكذا تحول أحمد زكى إلى فرد من أفراد أسرتنا نعيش معه في كل تفاصيل حياته، أما على المستوى العملى فلقد تعاون والدى الأستاذ ممدوح الليثى معه في العديد من الأعمال بعد ذلك فتعاونا معاً في فيلم «المدمن» وذلك بعد فيلم «أنا لا أكذب ولكنى أتجمل» وسباعية «الرجل الذي فقد عقله مرتين». كان كل عمل من أعماله بمثابة تحدٍّ له فهو كان لا يترك تفصيلة من التفاصيل أو شعورا من مشاعر الشخصية دون أن يدرسها، حتى نظرة العين كانت تختلف مع اختلاف كل شخصية، فنظرة البواب تختلف عن الضابط المسيطر الذي يتملكه الشعور بالسطوة والعظمة تختلف عن المدمن وعن الإمبراطور تاجر المخدرات.. أحمد زكى ظاهرة فنية لن تتكرر مرة ثانية.
وللحديث بقية.